إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ١٠ - الصفحة ١٨٣
قال مؤلفه: مدار هذا الحديث على محدوج الذهلي عن جسرة بنت دجاجة عن أم سلمة.
ثم رواه البيهقي من وجه آخر عن إسماعيل بن أمية عن جسرة عن أم سلمة مرفوعا ولفظه: ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا لحائض إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين ألا قد بينت لكم الأسماء أن تضلوا (1).
ولا يصح شئ من ذلك ولهذا قال القفال من أصحابنا أن ذلك لم يكن خصائصه صلى الله عليه وسلم وغلط إمام الحرمين أبو العباس بن القاص في ذلك وقال هذا الذي قاله صاحب (التلخيص) هوس ولا يدري من أين قاله؟ وإلى أي أصل أسنده؟ فالوجه: القطع بتخطئته.
وقد قوى النووي مقالة ابن القاص وعد القضاعي (2) هذه الخصوصية مما خص به النبي صلى الله عليه وسلم من بين سائر الأنبياء ومن عبر باللبث دون الدخول قال: أبيح له اللبث في المسجد في حال جنابته صلى الله عليه وسلم.

(١) (السنن الكبرى للبيهقي): ٧ / ٦٥ كتاب النكاح باب دخول المسجد جنبا.
(٢) هو الفقيه العلامة القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن علي القضاعي المصري الشافعي قاضي مصر ومؤلف كتاب (الشهاب) مجردا ومسندا.
سمع أبا مسلم محمد بن أحمد الكاتب وعدة حدث عنه أبو نصر بن ماكولا وآخرون من المغاربة والرحالة. قال ابن ماكولا: كان متفننا في عدة علوم لم أر بمصر من يجري مجراه.
كان ينوب في القضاء بمصر وله تصانيف. وقال السلفي: كان من الثقات الإثبات شافعي المذهب والاعتقاد مرضى الجمة مات بمصر سنة أربع وخمسين وأربع مائة.
(تهذيب سير أعلام النبلاء): ٢ / ٣٥٧ - ٣٥٨ (سير أعلام النبلاء): ١٨ / ٩٢ - ٩٣ (الأنساب):
١٠ / ١٨١ - ١٨٢ (اللباب): ٣ / ٤٣ (وفيات الأعيان): ٤ / ٢١٢ - ٢١٣ (مرآة الجنان): ٣ / ٧٥ (الوافي بالوفيات): ٣ / ١١٦ - ١١٧ (كشف الظنون): ١ / ١٦٥ (شذرات الذهب): ٣ / ٢٩٣ (هداية العارفين): ٢ / ٧١ (الرسالة المستطرفة): 76.
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 189 ... » »»
الفهرست