معاشر همدان لا أحدثكم إلا ما سمعته أذناي ووعاه قلبي من علي بن أبي طالب عليه السلام سمعته يقول لا تسموا عثمان شقاق المصاحف فوالله ما شققها إلا عن ملا منا أصحاب محمد ولو وليتها لعملت فيها مثل الذي عمل قالوا آلله أنت سمعت هذا من على قلت والله لأنا سمعته منه قال فتفرقوا عنه فعند ذلك مال إلى العبيد واستعان بهم وصنع ما صنع (قال أبو جعفر) واقتص الواقدي من خبر المختار بن أبي عبيد بعض ما ذكرنا فخالف فيه من ذكرنا خبره فزعم أن المختار إنما أظهرا لخلاف لابن الزبير عند قدوم مصعب البصرة وأن مصعبا لما سار إليه فبلغه مسيره إليه بعث إليه أحمر بن شميط البجلي وأمره أن يواقعه بالمذار وقال إن الفتح بالمذار قال وإنما قال ذلك المختار لأنه قيل إن رجلا من ثقيف يفتح عليه بالمذار فتح عظيم فظن أنه هو وإنما كان ذلك للحجاج بن يوسف في قتاله عبد الرحمن بن الأشعث وأمر مصعب صاحب مقدمته عبادا الحبطي أن يسير إلى جمع المختار فتقدم وتقدم معه عبيد الله بن علي بن أبي طالب ونزل مصعب نهر البصريين على شط الفرات وحفر هنالك نهرا فسمى نهر البصريين من أجل ذلك قال وخرج المختار في عشرين ألفا حتى وقف بإزائهم وزحف مصعب ومن معه فوافوه مع الليل على تعبية فأرسل إلى أصحابه حين أمسى لا يبرحن أحد منكم موقفه حتى يسمع مناديا ينادى يا محمد فإذا سمعتموه فاحملوا فقال رجل من القوم من أصحاب المختار هذا والله كذاب على الله وانحاز ومن معه إلى المصعب فأمهل المختار حتى إذا طلع القمر أمر مناديا فنادى يا محمد ثم حملوا على مصعب وأصحابه فهزموهم فأدخلوه عسكره فلم يزالوا يقاتلونهم حتى أصبحوا وأصبح المختار وليس عنده أحد وإذا أصحابه قد وغلوا في أصحاب مصعب فانصرف المختار منهزما حتى دخل قصر الكوفة فجاء أصحاب المختار حين أصبحوا فوقفوا مليا فلم يروا المختار فقالوا قد قتل فهرب منهم من أطاق الهرب واختفوا في دور الكوفة وتوجه منهم نحو القصر ثمانية آلاف لم يجدوا من يقاتل بهم ووجدوا المختار في القصر فدخلوا معه وكان أصحاب المختار قتلوا في تلك الليلة من أصحاب مصعب بشرا كثيرا فيهم محمد بن الأشعث وأقبل مصعب حين أصبح حتى أحاط بالقصر فأقام مصعب يحاصره أربعة أشهر يخرج إليهم
(٥٧٦)