ثم دخلت سنة ثلاث وستين ذكر الخبر عن الاحداث التي كانت فيها فمن ذلك ما كان من إخراج أهل المدينة عامل يزيد بن معاوية عثمان بن محمد ابن أبي سفيان من المدينة وإظهارهم خلع يزيد بن معاوية وحصارهم من كان بها من بنى أمية ذكر هشام بن محمد عن أبي مخنف عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن حبيب بن كرة أن أهل المدينة لما بايعوا عبد الله بن حنظلة الغسيل على خلع يزيد ابن معاوية وثبوا على عثمان بن محمد بن أبي سفيان ومن بالمدينة من بنى أمية ومواليهم ومن رأى رأيهم من قريش فكانوا نحوا من ألف رجل فخرجوا بجماعتهم حتى نزلوا دار مروان بن الحكم فحاصرهم الناس فيها حصارا ضعيفا قال فدعت بنو أمية حبيب بن كرة وكان الذي بعث إليه منهم مروان بن الحكم وعمرو بن عثمان ابن عفان وكان مروان هو يدبر أمرهم فأما عثمان بن محمد بن أبي سفيان فإنما كان غلاما حدثا لم يكن له رأى قال عبد الملك بن نوفل فحدثني حبيب بن كرة قال كنت مع مروان فكتب معي هو وجماعة من بنى أمية كتابا إلى يزيد بن معاوية فأخذ الكتاب عبد الملك بن مروان حتى خرج معي إلى ثنية الوداع فدفع إلى الكتاب وقال قد أجلتك اثنتي عشرة ليلة ذاهبا واثنتي عشر ليلة مقبلا فوافني لأربع وعشرين ليلة في هذا المكان تجدني إن شاء الله في هذه الساعة جالسا أنتظرك وكان الكتاب (بسم الله الرحمن الرحيم) أما بعد فإنه قد حصرنا في دار مروان بن الحكم ومنعنا العذاب ورمينا بالحبوب فيا غوثاه يا غوثاه قال فأخذت الكتاب ومضيت به حتى قدمت على يزيد وهو جالس على كرسي واضع قدميه في ماء طست من وجع كان يجده فيهما ويقال كان به النقرس فقرأه ثم قال فيما بلغنا متمثلا لقد بدلوا الحلم الذي من سجيتي * فبدلت قومي غلظة بليان ثم قال أما يكون بنو أمية ومواليهم ألف رجل بالمدينة قال قلت بلى والله وأكثر قال فما استطاعوا أن يقاتلوا ساعة من نهار قال فقلت يا أمير المؤمنين أجمع
(٣٧٠)