بنو عدى أنهم لما أرادوا حمل زهير بن ذؤيب أبى واعتمد على رمحه وجمع رجليه فوثب الخندق فلما بلغ الحريش بن هلال قتلهم قال أعاذل إني لم ألم في قتالهم * وقد عض سيفي كبشهم ثم صمما أعاذل ما وليت حتى تبددت * رجال وحتى لم أجد متقدما أعاذل أفناني السلاح ومن يطل * مقارعة الابطال يرجع مكلما أعيني إن أنزفتما الدمع فاسكبا * دما لازما لي دون أن تسكبا الدما أبعد زهير وابن بشر تتابعا * وورد أرجى في خراسان مغنما أعاذل كم من يوم حرب شهدته * أكر إذا ما فارس السوء أحجما يعنى بقوله أبعد زهير زهير بن ذؤيب وابن بشر عثمان بن بشر المحتفز المازني وورد بن الفلق العنبري قتلوا يومئذ وقتل سليمان بن المحتفز أخو بشر (قال أبو جعفر) وحج بالناس في هذه السنة عبد الله بن الزبير وكان على المدينة مصعب بن الزبير من قبل أخيه عبد الله وعلى البصرة الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وعلى قضائها هشام بن هبيرة وكانت الكوفة بها المختار غالبا عليها وبخراسان عبد الله بن خازم (وفى هذه السنة) شخص إبراهيم بن الأشتر متوجها إلى عبيد الله ابن زياد لحربه وذلك لثمان بقين من ذي الحجة (قال هشام بن محمد) حدثني أبو مخنف قال حدثني النضر بن صالح وكان قد أدرك ذلك قال حدثني فضيل بن خديج وكان قد شهد ذلك وغيرهما قالوا ما هو إلا أن فرغ المختار من أهل السبيع وأهل الكناسة فما نزل إبراهيم بن الأشتر إلا يومين حتى أشخصه إلى الوجه الذي كان وجهه له لقتال أهل الشأم فخرج يوم السبت لثمان بقين من ذي الحجة سنة 66 وأخرج المختار معه من وجوه أصحابه وفرسانهم وذوي البصائر منهم ممن قد شهد الحرب وجربها وخرج معه قيس بن طهفة النهدي على ربع أهل المدينة وأمر عبد الله بن حية الأسدي على ربع مذحج وأسد وبعث الأسود بن جراد الكندي على ربع كندة وربيعة وبعث حبيب بن منقذ الثوري من همدان على ربع تميم وهمدان وخرج معه المختار يشيعه حتى إذا بلغ دير عبد الرحمن بن أم الحكم إذا
(٥٤٨)