أبى معشر الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (وفيها) اعتمر معاوية في رجب (وفيها) دعا معاوية الناس إلى بيعة ابنه يزيد من بعده وجعله ولى العهد ذكر السبب في ذلك * حدثني الحارث قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أبو إسماعيل الهمداني وعلي بن مجاهد قالا قال الشعبي قدم المغيرة على معاوية واستعفاه وشكا إليه الضعف فأعفاه وأراد أن يولى سعيد بن العاص وبلغ كاتب المغيرة ذلك فأتى سعيد بن العاص فأخبره وعنده رجل من أهل الكوفة يقال له ربيعة أو الربيع من خزاعة فأتى المغيرة فقال يا مغيرة ما أرى أمير المؤمنين إلا قد قلاك رأيت ابن خنيس كاتبك عند سعيد بن العاص يخبره أن أمير المؤمنين يوليه الكوفة قال المغيرة أفلا يقول كما قال أم غاب ربك فاعترتك خصاصة * ولعل ربك أن يعود مؤيدا رويدا ادخل على يزيد فدخل عليه فعرض له بالبيعة فأدى ذلك يزيد إلى أبيه فرد معاوية المغيرة إلى الكوفة فأمره أن يعمل في بيعة يزيد فشخص المغيرة إلى الكوفة فأتاه كاتبه ابن خنيس فقال والله ما غششتك ولا خنتك ولا كرهت ولايتك ولكن سعيدا كانت له عندي يد وبلاء فشكرت ذلك له فرضى عنه وأعاده إلى كتابته وعمل المغيرة في بيعة يزيد وأوفد في ذلك وافدا إلى معاوية * حدثني الحارث قال حدثنا على عن مسلمة قال لما أراد معاوية أن يبايع ليزيد كتب إلى زياد يستشيره فبعث زياد إلى عبيد بن كعب النميري فقال إن لكل مستشير ثقة ولكل سر مستودع وإن الناس قد أبدعت بهم خصلتان إذاعة السر وإخراج النصيحة إلى غير أهلها وليس موضع السر إلا أحد رجلين رجل آخرة يرجو ثوابا ورجل دنيا له شرف في نفسه وعقل يصون حسبه وقد عجمتهما منك فأحمدت الذي قبلك وقد دعوتك لأمر اتهمت عليه بطون الصحف إن أمير المؤمنين كتب إلى يزعم أنه قد عزم على بيعة يزيد وهو يتخوف نفرة الناس ويرجو مطابقتهم ويستشيرني وعلاقة أمر الاسلام وضمانه عظيم ويزيد صاحب
(٢٢٤)