الكوفة أقام بها سنة معزولا عن البصرة عزله عنها عبد الله وبعث ابنه حمزة فمكث بذلك سنة ثم إنه وفد على أخيه عبد الله بمكة فرده على البصرة وقيل إن مصعبا لما فرغ من أمر المختار انصرف إلى البصرة وولى الكوفة الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة قال وقال محمد بن عمر لما قتل مصعب المختار ملك الكوفة والبصرة (وحج) بالناس في هذه السنة عبد الله بن الزبير وكان عامله على الكوفة مصعب وقد ذكرت اختلاف أهل السير في العامل على البصرة وكان على قضاء الكوفة عبد الله بن عتبة بن مسعود وعلى قضاء البصرة هشام بن هبيرة وبالشأم عبد الملك ابن مروان وكان على خراسان عبد الله بن حازم السلمي ثم دخلت سنة ثمان وستين ذكر الخبر عما كان فيها من الأمور الجليلة فمن ذلك ما كان من رد عبد الله أخاه مصعبا إلى العراق أميرا وقد ذكرنا السبب في رد عبد الله أخاه مصعبا إلى العراق أميرا بعد عزله إياه ولما رده عليها أميرا بعث مصعب الحارث بن أبي ربيعة على الكوفة أميرا وذلك أنه بدأ بالبصرة مرجعه إلى العراق أميرا بعد العزل فصار إليها (وفى هذه السنة) كان مرجع الأزارقة من فارس إلى العراق حتى صاروا إلى قرب الكوفة ودخلوا المدائن ذكر الخبر عن أمرهم ومسيرهم ومرجعهم إلى العراق ذكر هشام عن أبي مخنف قال حدثني أبو المخارق الراسبي أن مصعبا وجه عمر بن عبيد الله بن معمر على فارس أميرا وكانت الأزارقة لحقت بفارس وكرمان ونواحي أصبهان بعد ما أوقع بهم المهلب بالأهواز فلما شخص المهلب عن ذلك الوجه ووجه إلى الموصل ونواحيها عاملا عليها وعمر بن عبيد الله بن معمر على فارس انحطت الأزارقة مع الزبير بن الماحوز على عمر بن عبيد الله بفارس فلقيهم بسابور فقاتلهم قتالا شديدا ثم إنه ظفر بهم ظفرا بينا غير أنه لم يكن بينهم كثير قتلى وذهبوا كأنهم على حامية وقد تركوا على ذلك المعركة (قال أبو
(٥٧٩)