ففعل ذلك وتراضيا على ذلك فأقام معاوية بالشام بجنوده يجبيها وما حولها وعلى بالعراق يجبيها ويقسمها بين جنوده (وفيها) خرج عبد الله بن العباس من البصرة ولحق مكة في قول عامة أهل السير وقد أنكر ذلك بعضهم وزعم أنه لم يزل بالبصرة عاملا عليها من قبل أمير المؤمنين علي عليه السلام حتى قتل وبعد مقتل على حتى صالح الحسن معاوية ثم خرج حينئذ إلى مكة ذكر الخبر عن سبب شخوصه إلى مكة وتركه العراق * حدثني عمر بن شبة قال حدثني جماعة عن أبي مخنف عن سليمان بن راشد عن عبد الرحمن بن عبيد أبى الكنود قال مر عبد الله بن عباس على أبى الأسود الدؤلي فقال لو كنت من البهائم كنت جملا ولو كنت راعيا ما بلغت من المرعى ولا أحسنت مهنته في المشي قال فكتب أبو الأسود إلى علي أما بعد فإن الله جل وعلا جعلك واليا مؤتمنا وراعيا مستوليا وقد بلوناك فوجدناك عظيم الأمانة ناصحا للرعية توفر لهم فيأهم وتظلف نفسك عن دنياهم فلا تأكل أموالهم ولا ترتشي في أحكامهم وان ابن عمك قد أكل ما تحت يديه بغير علمك فلم يسعني كتمانك وذلك فانظر رحمك الله فيما هناك واكتب إلى برأيك فيما أحببت أنته إليك والسلام فكتب إليه على أما بعد فمثلك نصح الامام والأمة وأدى الأمانة ودل على الحق وقد كتبت إلى صاحبك فيما كتب إلى فيه من أمره ولم أعلمه أنك كتبت فلا تدع إعلامي بما يكون بحضرتك مما النظر فيه للأمة صلاح فإنك بذلك جدير وهو حق واجب عليك والسلام وكتبت إلى ابن عباس في ذلك فكتب إليه ابن عباس أما بعد فان الذي بلغك باطل وإني لما تحت يدي ضابط قائم له وله حافظ فلا تصدق الظنون والسلام قال فكتب إليه على أما بعد فأعلمني ما أخذت من الجزية ومن أين أخذت وفيم وضعت قال فكتب إليه ابن عباس أما بعد فقد فهمت تعظيمك مرزأة ما بلغك أنى رزأته من مال أهل هذا البلد فابعث إلى عملك من أحببت فانى ظاعن عنه والسلام ثم دعا ابن عباس أخواله بنى هلال بن عامر فجاءه الضحاك ابن عبد الله وعبد الله بن رزين بن أبي عمر والهلاليان ثم اجتمعت معه قيس كلها
(١٠٨)