خبر هاشم بن عتبة المرقال وذكر ليلة الهرير قال أبو مخنف وحدثني أبو سلمة أن هاشم بن عتبة الزهري دعا الناس عند المساء ألا من كان يريد الله والدار الآخرة فإلى فأقبل إليه ناس كثير فشد في عصابة من أصحابه على أهل الشأم مرارا فليس من وجه يحمل عليه إلا صبر له وقاتل فيه قتالا شديدا فقال لأصحابه لا يهولنكم ما ترون من صبرهم فوالله ما ترون فيهم الا حمية العرب وصبرها تحت راياتها وعتد مراكزها وإنهم لعلى الضلال وانكم لعلى الحق يا قوم اصبروا وصابروا واجتمعوا وامشوا بنا إلى عدونا على تؤدة رويدا ثم أثبتوا وتناصروا واذكروا الله ولا يسأل رجل أخاه ولا تكثروا الالتفات واصمدوا صمدهم وجاهدوهم محتسبين حتى يحكم الله بيننا وبينهم وهو خير الحاكمين ثم إنه مضى في عصابة معه من القراء فقاتل قتالا شديدا هو وأصحابه عند المساء حتى رأوا بعض ما يسرون به قال فإنهم لكذلك إذ خرج عليهم فتى شاب وهو يقول أنا ابن أرباب الملوك غسان * والدائن اليوم بدين عثمان إني أتاني خبر فأشجان * أن عليا قتل ابن عفان ثم يشد فلا ينثنى حتى يضرب بسيفه ثم يشتم ويلعن ويكثر الكلام فقال له هاشم ابن عتبة يا عبد الله ان هذا الكلام بعده الخصام وإن هذا القتال بعده الحساب فاتق الله فإنك راجع إلى الله فسائلك عن هذا الموقف وما أردت به قال فانى أقاتلكم لان صاحبكم لا يصلى كما ذكر لي وأنتم لا تصلون أيضا وأقاتلكم أن صاحبكم قتل خليفتنا وأنتم أردتموه على قتله فقال له هاشم وما أنت وابن عفان إنما قتله أصحاب محمد وأبناء أصحابه وقراء الناس حين أحدث الاحداث وخالف حكم الكتاب وهم أهل الدين وأولى بالنظر في أمور الناس منك ومن أصحابك وما أظن أمر هذه الأمة وأمر هذا الدين أهمل طرفة عين فقال له أجل والله لا أكذب فان الكذب يضر ولا ينفع قال فان أهل هذا الامر أعلم به فخله وأهل العلم به قال ما أظنك والله إلا نصحت لي قال وأما قولك إن صاحبنا لا يصلى فهو أول من صلى وأفقه خلق الله في دين الله وأولى بالرسول وأما كل من ترى معي فكلهم قارئ
(٣٠)