سعيد أخبرني عن هذا الرجل أترى ما يطلب تاما له وأخبرني عن صاحبي إلى ما ترى أمره صائرا إليه فقال لا أرى صاحبك إلا أحد الملوك الذين تتم لهم أمورهم حتى يموتوا وهم ملوك فلم يزدد عند ذاك إلا شدة على الزبير وأصحابه مع الرفق بهم والمداراة لهم ثم إن الوليد بن عقبة وناسا معه من بنى أمية قالوا ليزيد بن معاوية لو شاء عمرو بن سعيد لاخذ ابن الزبير وبعث به إليك فسرح الوليد بن عتبة على الحجاز أميرا وعزل عمرا وكان عزل يزيد عمرا عن الحجاز وتأميره عليه الوليد بن عتبة في هذه السنة أعنى سنة 61 (قال أبو جعفر) حدثت عن محمد بن عمر قال نزع يزيد عمرو بن سعيد بن العاص لهلال ذي الحجة سنة 61 وولى الوليد ابن عتبة فأقام الحجة سن ة 61 بالناس وأعاد ابن ربيعة العامري على قضائه * وحدثني أحمد بن ثابت قال حدثت عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال حج بالناس في سنة 61 الوليد بن عتبة وهذا مما لا اختلاف فيه بين أهل السير وكان الوالي في هذه السنة على الكوفة والبصرة عبد الله بن زياد وعلى قضاء الكوفة شريح وعلى قضاء البصرة هشام بن هبيرة وعلى خراسان سلم بن زياد ثم دخلت سنة اثنتين وستين ذكر الخبر عما كان في هذه السنة من الاحداث فمن ذلك مقدم وفد أهل المدينة على يزيد بن معاوية ذكر الخبر عن سبب مقدمهم عليه وكان السبب في ذلك فيما ذكر لوط بن يحيى عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن عبد الله بن عروة أن يزيد بن معاوية لما سرح الوليد بن عتبة على الحجاز أميرا وعزل عمرو بن سعيد قدم الوليد المدينة فأخذ غلمانا كثيرا لعمرو وموالي له فحبسهم فكلمه فيهم عمرو فأبى أن يخليهم وقال له لا تجزع يا عمرو فقال أخوه أبان بن سعيد ابن العاص أعمرو يجزع والله لو قبضتم على الجمر وقبض عليه ما تركه حتى تتركوه وخرج عمرو سائرا حتى نزل من المدينة على ليلتين وكتب إلى غلمانه ومواليه وهم
(٣٦٦)