ناشط إلى أيذج فأقام بأرض الأهواز والحارث بن أبي ربيعة عامل لمصعب بن الزبير على البصرة فكتب إلى مصعب يخبره أن الخوارج قد تحد رت إلى الأهواز وأنه ليس لهم إلا المهلب فبعث إلى المهلب وهو على الموصل والجزيرة فأمره بقتال الخوارج والمسير إليهم وبعث إلى عمله إبراهيم بن الأشتر وجاء المهلب حتى قدم البصرة وانتخب الناس وسار بمن أحب ثم توجه نحو الخوارج وأقبلوا إليه حتى التقوا بسولاف فاقتتلوا بها ثمانية أشهر أشد قتال رآه الناس لا ينقع بعضهم لبعض من الطعن والضرب ما يصد بعضهم عن بعض (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة كان القحط الشديد بالشام حتى لم يقدروا من شدته على الغزو (وفيها) عسكر عبد الملك بن مروان ببطنان حبيب من أرض قنسرين فمطروا بها فكثر الوحل فسموها بطنان الطين وشتا بها عبد الملك ثم انصرف منها إلى دمشق (وفيها) قتل عبيد الله بن الحر ذكر الخبر عن مقتله والسبب الذي جر ذلك عليه (روى) أحمد بن زهير عن علي بن محمد عن علي بن مجاهد أن عبيد الله ابن الحر كان رجلا من خيار قومه صلاحا وفضلا وصلاة واجتهادا فلما قتل عثمان وهاج الهيج بين على ومعاوية قال أما إن الله ليعلم أنى أحب عثمان ولأنصرنه ميتا فخرج إلى الشأم فكان مع معاوية وخرج مالك بن مسمع إلى معاوية على مثل ذلك الرأي في العثمانية فأقام عبيد الله عند معاوية وشهد معه صفين ولم يزل معه حتى قتل علي عليه السلام * فلما قتل على قدم الكوفة فأتى إخوانه ومن قد خف في الفتنة فقال لهم يا هؤلاء ما أرى أحدا ينفعه اعتزاله كنا بالشام فكان من أمر معاوية كيت وكيت فقال له القوم وكان من أمر على كيت وكيت فقال يا هؤلاء إن تمكننا الأشياء فاخلعوا عذركم واملكوا أمركم قالوا سنلتقي فكانوا يلتقون على ذلك * فلما مات معاوية هاج ذلك الهيج في فتنة ابن الزبير قال ما أرى قريشا تنصف أين أبناء الحرائر فأتاه خليع كل قبيلة فكان معه سبعمائة فارس فقالوا مرنا بأمرك * فلما هرب عبيد الله بن زياد ومات يزيد بن معاوية قال عبيد الله
(٥٨٦)