ثم دخلت سنة خمس وستين خلافة معاوية بن يزيد (وفى هذه السنة) بويع لمعاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بالشام بالخلافة ولعبد الله بن الزبير بالحجاز * ولما هلك يزيد بن معاوية مكث الحصين بن نمير وأهل الشأم يقاتلون ابن الزبير وأصحابه بمكة فيما ذكر هشام عن عوانة أربعين يوما قد حصروهم حصارا شديدا وضيقوا عليهم ثم بلغ موته ابن الزبير وأصحابه ولم يبلغ الحصين بن نمير وأصحابه * فحدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال حدثنا عبد العزيز ابن خالد بن رستم الصنعاني أبو محمد قال حدثنا زياد بن جبل قال بينا حصين بن نمير يقاتل ابن الزبير إذ جاء موت يزيد فصاح بهم ابن الزبير فقال إن طاغيتكم قد هلك فمن شاء منكم أن يدخل فيما دخل فيه الناس فليفعل فمن كره فليلحق بشأمه فغدوا عليه يقاتلونه قال فقال ابن الزبير للحصين بن نمير أدن منى أحدثك فدنا منه فحدثه فجعل فرس أحدهما يجفل والجفل الروث فجاء حمام الحرم يلتقط من الجفل فكف الحصين فرسه عنهن فقال له ابن الزبير مالك قال أخاف أن يقتل فرسى حمام الحرم فقال له ابن الزبير أتحرج من هذا وتريد أن تقتل المسلمين فقال له لا أقاتلك فأذن لنا نطف بالبيت وننصرف عنك ففعل فانصرفوا * وأما عوانة بن الحكم فإنه قال فيما ذكر هشام عنه قال لما بلغ ابن الزبير موت يزيد وأهل الشأم لا يعلمون بذلك قد حصروه حصارا شديدا وضيقوا عليه أخذ يناديهم هو وأهل مكة علام تقاتلون قد هلك طاغيتكم وأخذوا لا يصدقونه حتى قدم ثابت بن قيس بن المنفع النخعي من أهل الكوفة في رؤوس أهل العراق فمر بالحصين بن نمير وكان له صديقا وكان بينهما صهر وكان يراه عند معاوية فكان يعرف فضله وإسلامه وشرفه فسأل عن الخبر فأخبر بهلاك يزيد فبعث الحصين بن نمير على عبد الله بن الزبير فقال موعد ما بيننا وبينك الليلة الأبطح فالتقيا فقال له الحصين إن يك هذا الرجل قد هلك فأنت أحق الناس بهذا الامر هلم فلنبايعك ثم اخرج معي إلى الشأم فإن هذا الجند الذين معي هم وجوه أهل الشأم وفرسانهم فوالله لا يختلف عليك اثنان
(٣٨٥)