إدريس قال سمعت ليثا ذكر عن عبد العزيز بن رفيع أنه لما خرج على إلى صفين استخلف على الكوفة أبا مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو وأما الشام فكان بها معاوية بن أبي سفيان ثم دخلت سنة ثمان وثلاثين ذكر ما كان فيها من الاحداث فما كان فيها مقتل محمد بن أبي بكر بمصر وهو عامل عليها وقد ذكرنا سبب تولية على إياه مصر وعزل قيس بن سعد عنها ونذكر الآن سبب قتله وأين قتل وكيف كان أمره ونبدأ بذكر من تتمة حديث الزهري الذي قد ذكرنا أوله قبل وذلك ما حدثنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال لما حدث قيس بن سعد بمجئ محمد ابن أبي بكر وأنه قادم عليه أميرا تلقاه وخلا به وناجاه فقال إنك جئت من عند امرئ لا رأى له وليس عزلكم إياي بمانعي أن أنصح لكم وأنا من أمركم هذا على بصيرة وإني في ذلك على الذي كنت أكايد به معاوية وعمرا وأهل الشام خربتا فكايدهم به فإنك إن تكايدهم بغيره تهلك ووصف قيس بن سعد المكايدة التي كان يكايدهم بها واغتشه محمد بن أبي بكر وخالف كل شئ أمره به فلما قدم محمد بن أبي بكر وخرج قيس قبل المدينة بعث محمد أهل مصر إلى خربتا فاقتتلوا فهزم محمد بن أبي بكر فبلغ ذلك معاوية وعمرا فسارا بأهل الشام حتى افتتحا مصر وقتلا محمد بن أبي بكر ولم تزل في حيز معاوية حتى ظهر وقدم قيس بن سعد المدينة فأخافه مروان والاوسود بن أبي البختري حتى إذا خاف أن يؤخذ أو يقتل ركب راحلته وظهر إلى علي فكتب معاوية إلى مروان والأسود يتغيظ عليهما ويقول أمددتما عليا بقيس بن سعد ورأيه ومكايدته فوالله لو أنكما أمددتماه بمائة ألف مقاتل ما كان بأغيظ إلى من إخراجكما قيس ابن سعد إلى علي فقدم قيس بن سعد على على فلما باثه الحديث وجاءهم قتل محمد بن أبي بكر عرف أن قيس بن سعد كان يوازى أمورا عظاما من المكايدة وأن من كان يشير عليه بعزل قيس بن سعد لم ينصح له * وأما ما قال في ابتداء أمر محمد
(٧٠)