ابن العاص مصر بعد موت أبيه فوليها فيما زعم له الواقدي نحوا من سنتين (وفيها) مات محمد بن مسلمة في صفر بالمدينة وصلى عليه مروان بن الحكم (وفيها) قتل المستورد بن علفة الخارجي فيما زعم هشام بن محمد وقد زعم بعضهم أنه قتل في سنة 42 ذكر الخبر عن مقتله قد ذكرنا ما كان من اجتماع بقايا الخوارج الذين كانوا ارتثوا يوم النهر ومن كان منهم انحاز إلى الري وغيرهم إلى النفر الثلاثة الذين سميت قبل الذين أحدهم المستورد بن علفة وذكرنا بيعتهم المستورد واجتماعهم على الخروج في غرة هلال شعبان من سنة 43 * فذكر هشام عن أبي مخنف أن جعفر بن حذيفة الطائي حدثه عن المحل بن خليفة أن قبيصة بن الدمون أتى المغيرة بن شعبة وكان على شرطته فقال إن شمر بن جعونة الكلابي جاءني فخبرني أن الخوارج قد اجتمعوا في منزل حيان بن ظبيان السلمي وقد اتعدوا أن يخرجوا إليك في غرة شعبان فقال المغيرة ابن شعبة لقبيصة بن الدمون وهو حليف لثقيف وزعموا أن أصله كان من حضرموت من الصدف سر بالشرطة حتى تحيط بدار حيان بن ظبيان فأتني به وهم لا يرون إلا أنه أمير تلك الخوارج فسار قبيصة في الشرطة وفى كثير من الناس فلم يشعر حيان بن ظبيان إلا والرجال معه في داره نصف النهار وإذا معه معاذ بن جوين ونحو من عشرين رجلا من أصحابهما وثارت امرأته أم ولد له فأخذت سيوفا كانت لهم فألقتها تحت الفراش وفزع بعض القوم إلى سيوفهم فلم يجدوها فاستسلموا فانطلق بهم إلى المغيرة بن شعبة فقال لهم المغيرة ما حملكم على ما أردتم من شق عصا المسلمين فقالوا ما أردنا من ذلك شيئا قال بلى قد بلغني ذلك عنكم ثم قد صدق ذلك عندي جماعتكم قالوا له أما اجتماعنا في هذا المنزل فان حيان بن ظبيان أقرأنا القرآن فنحن نجتمع عنده في منزله فنقرأ القرآن عليه فقال اذهبوا بهم إلى السجن فلم يزالوا فيه نحوا من سنة وسمع اخوانهم فحذروا وخرج صاحبهم المستورد بن علفة فنزل دارا بالحيرة إلى جنب قصر العدسيين من كلب فبعث إلى اخوانه وكانوا يختلفون إليه
(١٣٨)