القوم من أنفسهم ونزلوا على الحكم فبعث إليهم مصعب عباد بن الحصين الحبطي فكان هو يخرجهم مكتفين وأوصى عبد الله بن شداد الجشمي إلى عباد بن الحصين وطلب عبد الله بن قراد عصا أو حديدة أو شيئا يقاتل به فلم يجده وذلك أن الندامة أدركته بعد ما دخلوا عليه فأخذوا سيفه وأخرجوه مكتوفا فمر به عبد الرحمن وهو يقول ما كنت أخشى أن أرى أسيرا * إن الذين خالفوا الأميرا قد رغموا وتبروا تتبيرا فقال عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على بذا قدموه إلى أضرب عنقه فقال له أما إني على دين جدك الذي آمن ثم كفر ان لم أكن ضربت أباك بسيفي حتى فاظ فنزل ثم قال أدنوه منى فأدنوه منه فقتله فغضب عباد فقال قتلته ولم تؤمر بقتله ومر بعبد الله بن شداد الجشمي وكان شريفا فطلب عبد الرحمن إلى عباد أن يحبسه حتى يكلم فيه الأمير فأتى مصعبا فقال إني أحب أن تدفع إلى عبد الله بن شداد فأقتله فإنه من الثأر فأمر له به فلما جاءه أخذه فضرب عنقه فكان عباد يقول أما والله لو علمت أنك إنما تريد قتله لدفعته إلى عيرك فقتله ولكني حسبت انك تكلمه فيه فتخلى سبيله وأتى بابن عبد الله بن شداد وإذا اسمه شداد وهو رجل محتلم وقد اطلى بنورة فقال اكشفوا عنه هل أدرك فقالوا لا إنما هو غلام فخلوا سبيله وكان الأسود بن سعيد قد طلب إلى مصعب ان يعرض على أخيه الأمان فان نزل تركه له فأتاه فعرض عليه الأمان فأبى أن ينزل وقال أموت مع أصحابي أحب إلى من حياة معكم وكان يقال له قيس فأخرج فقتل فيمن قتل وقال بجير بن عبد الله المسلى ويقال كان مولى لهم حين أتى به مصعب ومعه منهم ناس كثير فقال له المسلى الحمد لله الذي ابتلانا بالإسار وابتلاك بأن تعفو عنا وهما منزلتان إحداهما رضا الله والاخرى سخطه من عفا عفا الله عنه وزاده عزا ومن عاقب لم يأمن القصاص يا ابن الزبير نحن أهل قبلتكم وعلى ملتكم ولسانا تركا ولا ديلما فان خالفنا اخواننا من أهل مصرنا فإما أن نكون أصبنا وأخطأوا وإما أن
(٥٧١)