الموسم في سنة 39 عبيد الله بن عباس وبعث معاوية يزيد بن شجرة الرهاوي ليقيم للناس الحج فلما اجتمعا بمكة تنازعا وأبى كل واحد منهما أن يسلم لصاحبه فاصطلحا على شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وكانت عمال على في هذه السنة على الأمصار الذين ذكرنا أنهم كانوا عماله في سنة 38 غير ابن عباس كان شخص في هذه السنة عن عمله بالبصرة واستخلف زيادا الذي كان يقال له زياد بن أبيه على الخراج وأبا الأسود الدؤلي على القضاء (وفى هذه السنة) وجه ابن عباس زيادا عن أمر على إلى فارس وكرمان عند منصرفه من عند على من الكوفة إلى البصرة ذكر سبب توجيهه إياه إلى فارس * حدثني عمر قال حدثنا على قال لما قتل ابن الحضرمي واختلف الناس على على طمع أهل فارس وأهل كرمان في كسر الخراج فغلب أهل كل ناحية على ما يليهم وأخرجوا عمالهم * حدثني عمر قال حدثنا أبو القاسم عن سلمة بن عثمان عن علي بن كثير أن عليا استشار الناس في رجل يوليه فارس حين امتنعوا من أداء الخراج فقال له جارية بن قدامة ألا أدلك يا أمير المؤمنين على رجل صليب الرأي عالم بالسياسة كاف لما ولى قال من هو قال زياد قال هو لها فولاه فارس وكرمان ووجهه في أربعة آلاف فدوخ تلك البلاد حتى استقاموا * حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن عن علي بن مجاهد قال قال الشعبي لما انتقض أهل الجبال وطمع أهل الخراج في كسره وأخرجوا سهل بن حنيف من فارس وكان عاملا عليها لعلى قال ابن عباس لعلى أكفيك فارس فقدم ابن عباس البصرة ووجه زيادا إلى فارس في جمع كثير فوطئ بهم أهل فارس فأدوا الخراج * حدثني عمر قال حدثني أبو الحسن عن أيوب بن موسى قال حدثني شيخ من أهل إصطخر قال سمعت أبي يقول أدركت زيادا وهو أمير على فارس وهى تضرم نارا فلم يزل بالمداراة حتى عادوا إلى ما كانوا عليه من الطاعة والاستقامة لم يقف موقفا للحرب وكان أهل فارس يقولون ما رأينا سيرة أشبه بسيرة كسرى أنوشروان من سيرة
(١٠٥)