الزبير في هذه السنة على المدينة جابر بن الأسود بن عوف الزهري وعلى البصرة والكوفة أخوه مصعب وعلى قضاء البصرة هشام بن هبيرة وعلى قضاء الكوفة عبد الله بن عقبة بن مسعود وعلى خراسان عبد الله بن خازم السلمي وبالشأم عبد الملك بن مروان ثم دخلت سنة تسع وستين (ففيها) كان خروج عبد الملك بن مروان فيما زعم الواقدي إلى عين وردة واستخلف عمرو بن سعيد بن العاص على دمشق فتحصن بها فبلغ ذلك عبد الملك فرجع إلى دمشق فحاصره قال ويقال خرج معه فلما كان ببطنان حبيب رجع إلى دمشق فتحصن فيها ورجع عبد الملك إلى دمشق وأما عوانة بن الحكم فإنه قال فيما ذكر هشام بن محمد عنه أن عبد الملك بن مروان لما رجع من بطنان حبيب إلى دمشق مكث بدمشق ما شاء الله ثم سار يريد قرقيسياء وفيها زفر بن الحارث الكلابي ومعه عمرو بن سعيد حتى إذا كان ببطنان حبيب فتك عمرو بن سعيد فرجع ليلا ومعه حميد بن حريث بن بحدل الكلبي وزهير بن الأبرد الكلبي حتى أتى دمشق وعليها عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي قد استخلفه عبد الملك فلما بلغه رجوع عمرو بن سعيد هرب وترك عمله ودخلها عمرو فغلب عليها وعلى خزائنها وقال غيرهما كانت هذه القصة في سنة 70 وقال كان مسير عبد الملك من دمشق نحو العراق يريد مصعب بن الزبير فقال له عمرو بن سعيد بن العاص إنك تخرج إلى العراق وقد كان أبوك وعدني هذا الامر من بعده وعلى ذلك جاهدت معه وقد كان من بلائي معه ما لم يخف عليك فاجعل لي هذا الامر من بعدك فلم يجبه عبد الملك إلى شئ فانصرف عنه عمرو راجعا إلى دمشق فرجع عبد الملك في أثره حتى انتهى إلى دمشق (رجع الحديث) إلى حديث هشام عن عوانة قال ولما غلب عمرو على دمشق طلب عبد الرحمن بن أم الحكم فلم يصبه فأمر بداره فهدمت واجتمع الناس وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنه لم يقم أحد
(٥٩٦)