أهل الشأم فليكونوا بطانتك وعيبتك فإن نابك شئ من عدوك فانتصر بهم فإذا أصبتهم فاردد أهل الشأم إلى بلادهم فإنهم إن أقاموا بغير بلادهم أخذوا بغير أخلاقهم وإني لست أخاف من قريش إلا ثلاثة حسين بن علي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير فأما ابن عمر فرجل قد وقذه الدين فليس ملتمسا شيئا قبلك وأما الحسين بن علي فإنه رجل خفيف وأرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه وإن له رحما ماسة وحقا عظيما وقرابة من محمد صلى الله عليه وسلم ولا أظن أهل العراق تاركيه حتى يخرجوه فإن قدرت عليه فاصفح عنه فإني لو أنى صاحبه عفوت عنه وأما ابن الزبير فإنه خب ضب فإذا شخص لك فالبد له إلا أن يلتمس منك صلحا فإن فعل فاقبل واحقن دماء قومك ما استطعت (وفى هذه السنة) هلك معاوية بن أبي سفيان بدمشق فاختلف في وقت وفاته بعد إجماع جميعهم على أن هلاكه كان في سنة 60 من الهجرة وفى رجب منها فقال هشام بن محمد مات معاوية لهلال رجب من سنة 60 وقال الواقدي مات معاوية للنصف من رجب وقال علي بن محمد مات معاوية بدمشق سنة 60 يوم الخميس لثمان بقين من رجب حدثني بذلك الحارث عنه ذكر الخبر عن مدة ملكه * حدثني أحمد بن ثابت الرازي قال حدثني من سمع إسحاق بن عيسى يذكر عن أبي معشر قال بويع لمعاوية بأذرح بايعه الحسن بن علي في جمادى الأولى سنة 41 وتوفى معاوية في رجب سنة 60 وكانت خلافته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر * وحدثني الحارث قال حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن سعيد بن دينار السعدي عن أبيه قالوا توفى معاوية ليلة الخميس للنصف من رجب سنة 60 وكانت خلافته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وسبعة وعشرين يوما * وحدثني عمر قال حدثنا على قال بايع أهل الشأم معاوية بالخلافة في سنة 37 في ذي القعدة حين تفرق الحكمان وكانوا قبل بايعوه على الطلب بدم عثمان ثم صالحه الحسن بن علي وسلم له الامر
(٢٣٩)