سراعا والأعوان لي كثيرا ولكني أعتزلهم وأصبر حتى يحكم الله لي وهو خير الحاكمين فأقبل صالح بن مسعود إلى ابن الحنفية فودعه وسلم عليه وأعطاه الكتاب وقال له قل للمختار فليتق الله وليكفف عن الدماء قال فقلت له أصلحك الله أو لم تكتب بهذا إليه قال ابن الحنفية قد أمرته بطاعة الله وطاعة الله تجمع الخير كله وتنهى عن الشر كله فلما قدم كتابه على المختار أظهر للناس أنى قد أمرت بأمر يجمع البر واليسر ويضرح الكفر والغدر (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة قدمت الخشبية مكة ووافوا الحج وأميرهم أبو عبد الله الجدلي ذكر الخبر عن سبب قدومهم مكة وكان السبب في ذلك فيما ذكر هشام عن أبي مخنف وعلي بن محمد عن مسلمة ابن محارب أن عبد الله بن الزبير حبس محمد بن الحنفية ومن معه من أهل بيته وسبعة عشر رجلا من وجوه أهل الكوفة بزمزم وكرهوا البيعة لمن لم تجتمع عليه الأمة وهربوا إلى الحرم وتوعدهم بالقتل والاحراق وأعطى الله عهدا إن لم يبايعوا أن ينفذ فيهم ما توعدهم به وضرب لهم في ذلك أجلا فأشار بعض من كان مع ابن الحنفية عليه أن يبعث إلى المختار وإلى من بالكوفة رسولا يعلمهم حالهم وحال من معهم وما توعدهم به ابن الزبير فوجه ثلاثة نفر من أهل الكوفة حين نام الحرس على باب زمزم وكتب معهم إلى المختار وأهل الكوفة يعلمهم حاله وحال من معه وما توعدهم به ابن الزبير من القتل والتحريق بالنار ويسألهم أن لا يخذلوه كما خذلوا الحسين وأهل بيته فقدموا على المختار فدفعوا إليه الكتاب فنادى في الناس وقرأ عليهم الكتاب وقال هذا كتاب مهديكم وصريح أهل بيت نبيكم وقد تركوا محظورا عليهم كما يحظر على الغنم ينتظرون القتل والتحريق بالنار في آناء الليل وتارات النهار ولست أبا إسحاق ان لم أنصرهم نصرا مؤزرا وان لم أسرب إليهم الخيل في أثرا لخيل كالسيل يتلوه السيل حتى يحل بابن الكاهلية الويل ووجه أبا عبد الله الجدلي في سبعين راكبا من أهل القوة ووجه ظبيان ابن عثمان أخا بنى تميم ومعه أربعمائة وأبا المعتمر في مائة وهانئ بن قيس في مائة
(٥٤٤)