وكيف كان الامر في ذلك فقال بعضهم في ذلك ما حدثني به عمر * قال حدثني علي بن محمد قال لم يزل المصعب على البصرة حتى سار منها إلى المختار واستخلف على البصرة عبيد الله بن عبيد الله بن معمر فقتل المختار ثم وفد إلى عبد الله بن الزبير فعزله وحبسه عنده واعتذر إليه من عزله وقال والله إني لاعلم أنك أحرى وأكفى من حمزة ولكني رأيت فيه رأى عثمان في عبد الله بن عامر حين عزل أبا موسى الأشعري وولاه * وحدثني عمر قال حدثني علي بن محمد قال قدم حمزة البصرة واليا وكان جوادا سخيا مخلطا يجود أحيانا حتى لا يدع شيئا يملكه ويمنع أحيانا ما لا يمنع مثله فظهرت منه بالبصرة خفة وضعف فيقال إنه ركب يوما إلى فيض البصرة فلما رآه قال إن هذا الغدير إن رفقوا به ليكفينهم صيفهم فلما كان بعد ذلك ركب إليه فوافقه جازرا فقال قد رأيت هذا ذات يوم وظننت أن لن يكفيهم فقال له الأحنف إن هذا ماء يأتينا ثم يغيض عنا وشخص إلى الأهواز فلما رأى جبلها قال هذا قعيقعان لموضع بمكة فسمى الجبل قعيقعان وبعث إلى مرادنشاه فاستحثه بالخراج فأبطأ به فقام إليه بسيفه فضربه فقتله فقال الأحنف ما أحد سيف الأمير * حدثني عمر قال حدثني علي بن محمد قال لما خلط حمزة بالبصرة وظهر منه ما ظهر وهم بعبد العزيز بن بشر أن يضربه كتب الأحنف إلى ابن الزبير بذلك وسأله أن يعيد مصعبا قال وحمزة الذي عقد لعبد الله بن عمير الليثي على قتال النجدية بالبحرين * حدثني عمر قال حدثنا علي بن محمد قال لما عزل ابن الزبير حمزة احتمل مالا كثيرا من مال البصرة فعرض له مالك بن مسمع فقال لا ندعك تخرج بأعطياتنا فضمن له عبيد الله بن عبيد بن معمر العطاء فكف وشخص حمزة بالمال فترك أباه وأتى المدينة فأودع ذلك المال رجالا فذهبوا به إلا يهوديا كان أودعه فوفى له وعلم ابن الزبير بما صنع فقال أبعده الله أردت أن أباهى به بنى مروان فنكص (وأما هشام) بن محمد فإنه ذكر عن أبي مخنف في أمر مصعب وعزل أخيه إياه عن البصرة ورده إياه إليها غير هذه القصة والذي ذكر من ذلك عنه في سياق خبر حدثت به عنه عن أبي المخارق الراسبي أن مصعبا لما ظهر على
(٥٧٨)