ابن نجبة الفزاري فشنوا الغارة على أهل المدائن يقتلون الولدان والنساء والرجال ويبقرون الحبالى وهرب كردم فأقبلوا إلى سابطا فوضعوا أسيافهم في الناس فقتلوا أم ولد لربيعة بن ناجد وقتلوا بنانة ابنة أبى يزيد بن عاصم الأزدي وكانت قد قرأت القرآن وكانت من أجمل الناس فلما غشوها بالسيوف قالت ويحكم هل سمعتم بأن الرجال كانوا يقتلون النساء ويحكم تقتلون من لا يبسط إليكم يدا ولا يريد بكم ضرا ولا يملك لنفسه نفعا أتقتلون من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين فقال بعضهم اقتلوها وقال رجل منهم لو أنكم تركتموها فقال بعضهم أعجبك جمالها يا عدو الله قد كفرت وافتتنت فانصرف الآخر عنهم وتركهم فظننا أنه فارقهم وحملوا عليها فقتلوها فقالت ريطة بنت يزيد سبحان الله أترون الله يرضى بما تصنعون تقتلون النساء والصبيان ومن لم يذنب إليكم ذنبا ثم انصرفت وحملوا عليها وبين يديها الرواع بنت إياس بن شريح الهمداني وهى ابنة أخيها لامها فحملوا عليها فضربوها على رأسها بالسيف ويصيب ذباب السيف رأس الرواع فسقطتا جميعا إلى الأرض وقاتلهم إياس بن شريح ساعة ثم صرع فوقع بين القتلى فنزعوا عنه وهم يرون أنهم قد قتلوه وصرع منهم رجل من بكر بن وائل يقال له رزين بن المتوكل * فلما انصرفوا عنهم لم يمت غير بنانة بنت أبي يزيد وأم ولد ربيعة بن ناجذ وأفاق سائرهم فسقى بعضهم بعضا من الماء وعصبوا جراحاتهم ثم استأجروا دواب ثم أقبلوا نحو الكوفة (قال أبو مخنف) فحدثتني الرواع ابنة إياس قالت ما رأيت رجلا قط كان أجبن من رجل كان معنا وكانت معه ابنته فلما غشينا ألقاها إلينا وهرب عنها وعنا ولا رأينا رجلا قط كان أكرم من رجل كان معنا ما نعرفه ولا يعرفنا لما غشينا قاتل دوننا حتى صرع بيننا وهو رزين بن المتوكل البكري وكان بعد ذلك يزورنا ويواصلنا نم إنه هلك في إمارة الحجاج فكانت ورثته الاعراب وكان من العباد الصالحين (قال هشام بن محمد) وذكره عن أبي مخنف قال حدثني أبي عن عمه أن مصعب بن الزبير كان بعث أبا بكر بن مخنف على إسنان العال فلما قدم الحارث بن أبي ربيعة أقصاه ثم أقره بعد ذلك على عمله السنة الثانية فلما قدمت
(٥٨١)