زوال الدنيا ولم أحفل بالموت إذا أتى قال فكان إذا أتيناه وهو في السجن ردد علينا هذا القول حتى خرج منه قال وكان يتشجع لأصحابه بعد ما خرج ابن صرد (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة هدم ابن الزبير الكعبة وكانت قد مال حيطانها مما رميت به من حجارة المجانيق فذكر محمد بن عمر الواقدي أن إبراهيم بن موسى حدثه عن عكرمة بن خالد قال هدم ابن الزبير البيت حتى سواه بالأرض وحفر أساسه وأدخل الحجر فيه وكان الناس يطوفون من وراء الأساس ويصلون إلى موضعه وجعل الركن الأسود عنده في تابوت في سرقة من حرير وجعل ما كان من حلى البيت وما وجد فيه من ثياب أو طيب عند الحجبة في خزانة البيت حتى أعاهدها لما أعاد بناءه * قال محمد بن عمرو حدثني معقل بن عبد الله عن عطاء قال رأيت ابن الزبير هدم البيت كله حتى وضعه بالأرض (وحج) بالناس في هذه السنة عبد الله بن الزبير وكان عامله على مدينة فيها أخوه عبيدة بن الزبير وعلى الكوفة عبد الله بن زيد الخطمي وعلى قضائها سعد بن نمران وأبى شريح أن يقضى فيها وقال فيما ذكر عنه أنا لا أقضى في الفتنة وعلى البصرة عمر بن عبيد الله ابن معمر التيمي وعلى قضائها هشام بن هبيرة وعلى خراسان عبد الله بن خازم ثم دخلت سنة خمس وستين ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث الجليلة فمن ذلك ما كان من أمر التوابين وشخوصهم للطلب بدم الحسين بن علي إلى عبيد الله بن زياد (قال هشام) قال أبو مخنف حدثني أبو يوسف عن عبد الله ابن عوف الأحمري قال بعث سليمان بن صرد إلى وجوه أصحابه حين أراد الشخوص وذلك في سنة 65 فأتوه فلما استهل الهلال هلال شهر ربيع الآخر خرج في وجوه أصحابه وقد كان واعدا أصحابه عامة للخروج في تلك الليلة للمعسكر بالنخيلة فخرج حتى أتى عسكره فدار في الناس ووجوه أصحابه فلم يعجبه عدة الناس فبعث حكيم بن منقذ الكندي في خيل وبعث الوليد بن غضين الكناني
(٤٥١)