مخنف) فحدثني شيخ للحي بالبصرة قال إني لاسمع قراءة كتاب عمر بن عبيد الله بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإني أخبر الأمير أصلحه الله أنى لقيت الأزارقة التي مرقت من الدين واتبعت أهواءها بغير هدى من الله فقاتلتهم بالمسلمين ساعة من النهار أشد القتال ثم إن الله ضرب وجوههم وأدبارهم ومنحنا أكتافهم فقتل الله منهم من خاب وخسر وكل إلى خسران فكتبت إلى الأمير كتابي هذا وأنا على ظهر فرسى في طلب القوم أرجو أن يجذهم الله إن شاء الله والسلام ثم إنه تبعهم ومضوا من فورهم ذلك حتى نزلوا إصطخر فسار إليهم حتى لقيهم على قنطرة طمستان فقاتلهم قتالا شديدا وقتل ابنه ثم إنه ظفر بهم فقطعوا قنطرة طمستان وارتفعوا إلى نحو من أصبهان وكرمان فأقاموا بها حتى اجتبروا وقووا واستعدوا وكثروا ثم إنهم أقبلوا حتى مروا بفارس وبها عمر بن عبيد الله بن معمر فقطعوا أرضه من غير الوجه الذي كان فيه أخذوا على سابور ثم خرجوا على أرجان فلما رأى عمر بن عبيد الله أن قد قطعت الخوارج أرضه متوجهة إلى البصرة خشى ألا يحتملها له مصعب بن الزبير فشمر في آثارهم مسرعا حتى أتى أرجان فوجدهم حين خرجوا منها متوجهين قبل الأهواز وبلغ مصعبا إقبالهم فخرج فعسكر بالناس بالجسر الأكبر وقال والله ما أدرى ما الذي أغنى عنى أن وضعت عمر بن عبيد الله بفارس وجعلت معه جندا أجرى عليهم أرزاقهم في كل شهر وأوفيهم أعطياتهم في كل سنة وآمر لهم من المعاون في كل سنة بمثل الأعطيات تقطع أرضه الخوارج إلى وقد قطعت علته فأمددته بالرجال وقويتهم والله لو قاتلهم ثم فر كان أعذر له عندي وإن كان الفار غير مقبول العذر ولا كريم الفعل وأقبلت الخوارج وعليهم الزبير ابن الماحوز حتى نزلوا الأهواز فأتتهم عيونهم أن عمر بن عبيد الله في أثرهم وأن مصعب بن الزبير قد خرج من البصرة إليهم فقام فيهم الزبير فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن من سوء الرأي والحيرة وقوعكم فيما بين هاتين الشوكتين انهضوا بنا إلى عدونا نلقهم من وجه واحد فسار بهم حتى قطع بهم أرض جوخى ثم أخذ على النهروانات ثم لزم شاطئ دجلة حتى خرج على المدائن وبها كردم بن مرثد
(٥٨٠)