ولقد أقبلوا يتدافعون الطريق كله ويتشاتمون ويضطربون بالسياط يقول الخوارج يا أعداء الله أدهنتم في أمر الله عز وجل وحكمتم وقال الآخرون فارقتم إمامنا وفرقتم جماعتنا فلما دخل على الكوفة لم يدخلوا معه حتى أتوا حروراء فنزل بها منهم اثنا عشر ألفا ونادى مناديهم إن أمير القتال شبت بن ربعي التميمي وأمير الصلاة عبد الله بن الكواء اليشكري والامر شورى بعد الفتح والبعة؟ لله عز وجل والامر بالمعروف والنهى عن المنكر بعثة على جعدة بن هبيرة إلى خراسان (وفى هذه السنة) بعث على جعدة بن هبيرة فيما قيل إلى خراسان ذكر الخبر عن ذلك ذكر علي بن محمد قال أخبرنا عبد الله بن ميمون عن عمرو بن شجيرة عن جابر عن الشعبي قال بعث على بعد ما رجع من صفين جعدة بن هبيرة المخزومي إلى خراسان فانتهى إلى أبر شهر وقد كفروا وامتنعوا فقدم على على فبعث خليد بن قرة اليربوعي فحاصر أهل نيسابور حتى صالحوه وصالحه أهل مرو وأصاب جاريتين من أبناء الملوك نزلتا بأمان فبعث بهما إلى علي فعرض عليهما الاسلام وأن يزوجهما قالتا زوجنا ابنيك فأبى فقال له بعض الدهاقين ادفعهما إلى فإنه كرامة تكرمني بها فدفعهما إليه فكانتا عنده يفرش لهما الديباج ويطعمهما في آنية الذهب ثم رجعتا إلى خراسان اعتزال الخوارج عليا وأصحابه ورجوعهم بعد ذلك (وفى هذه السنة) اعتزل الخوارج عليا وأصحابه وحكموا ثم كلمهم على فرجعوا ودخلوا الكوفة ذكر الخبر عن اعتزالهم عليا قال أبو مخنف في حديثه عن أبي جناب عن عمارة بن ربيعة قال ولما قدم على الكوفة وفارقته الخوارج وثبت إليه الشيعة فقالوا في أعناقنا بيعة ثانية نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت فقالت الخوارج استبقتم أنتم وأهل الشأم إلى الكفر
(٤٦)