فأمير المؤمنين في حلمه وصبره على ما يكره من الأخبثين وعفوه وإدخاله القطيعة بيننا والشحناء وتوارث الأولاد ذلك فوالله لو لم نكن بنى أب واحد إلا لما جمعنا الله عليه من نصر الخليفة المظلوم وباجتماع كلمتنا لكان حقا علينا أن نرعى ذلك والذي أدركنا به خير فكتب إليه يتنصل من ذلك وأنه عائد إلى أحسن ما يعهده (عاد الحديث إلى حديث عمر) عن علي بن محمد قال فلما ولى مروان كتب إليه اهدم دار سعيد فأرسل الفعلة وركب ليهدمها فقال له سعيد يا أبا عبد الملك أتهدم داري قال نعم كتب إلى أمير المؤمنين ولو كتب في هدم داري لفعلت قال ما كنت لافعل قال بلى والله لو كتب إليك لهدمتها قال كلا أبا عبد الملك وقال لغلامه انطلق فجئني بكتاب معاوية فجاء بكتاب معاوية إلى سعيد بن العاص في هدم دار مروان بن الحكم قال مروان كتب إليك يا أبا عثمان في هدم داري فلم تهدم ولم تعلمني قال ما كنت لأهدم دارك ولا أمن عليك وإنما أراد معاوية أن يحرض بيننا فقال مروان فداك أبي وأمي أنت والله أكثر منا ريشا وعقبا ورجع مروان ولم يهدم دار سعيد * حدثني عمر قال حدثنا على قال حدثنا أبو محمد بن ذكوان القرشي قال قدم سعيد بن العاص على معاوية فقال له يا أبا عثمان كيف تركت أبا عبد الملك قال تركته ضابطا لعملك منفذا لأمرك قال إنه كصاحب الخبزة كفى نضجها فأكلها قال كلا والله يا أمير المؤمنين إنه لمع قوم لا يحمل بهم السوط ولا يحل لهم السيف يتهادون كوقع النبل سهم لك وسهم عليك قال ما باعد بينك وبينه قال خافني على شرفه وخفته على شرفي قال فما ذا له عندك قال أسره غائبا وأسره شاهدا قال تركتنا يا أبا عثمان في هذه الهنات قال نعم يا أمير المؤمنين فتحملت الثقل وكفيت الحزم وكنت قريبا لو دعوت أجبت ولو ذهبت رفعت (وفى هذه السنة) كان عزل معاوية سمرة بن جندب عن البصرة واستعمل عليها عبد الله بن عمرو بن غيلان * فحدثني عمر قال حدثني علي بن محمد قال عزل معاوية سمرة وولى عبد الله بن عمرو ابن غيلان فأقره ستة أشهر فولى عبد الله بن عمرو شرطته عبد الله بن حصن (وفى هذه السنة) ولى معاوية عبيد الله بن زياد خراسان
(٢١٩)