عن علي بن محمد أنه قال قتل علي بن أبي طالب بالكوفة يوم الجمعة لاحدى عشرة قال ويقال لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان سنة 40 قال وقد قيل في شهر ربيع الآخر سنة 40 ذكر الخبر عن سبب قتله ومقتله * حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال حدثنا عبد الرحمن الحراني أبو عبد الرحمن قال أخبرنا إسماعيل بن راشد قال من حديث ابن ملجم وأصحابه أن ابن ملجم والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي اجتمعوا فتذاكروا أمر الناس وعابوا على ولاتهم ثم ذكروا أهل النهر فترحموا عليهم وقالوا ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئا إخواننا الذين كانوا دعاة الناس لعبادة ربهم والذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد وثأرنا بهم إخواننا فقال ابن ملجم أنا أكفيكم علي بن أبي طالب وكان من أهل مصر وقال البرك بن عبد الله أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان وقال عمرو بن بكر أنا أكفيكم عمرو بن العاص فتعاهدوا وتواثقوا بالله لا ينكص رجل منا عن صاحبه الذي توجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه فأخذوا أسيافهم فسموها واتعدوا لسبع عشرة تخلو من رمضان أن يثب كل واحد منهم على صاحبه الذي توجه إليه وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يطلب فأما ابن ملجم المرادي فكان عداده في كندة فخرج فلقى أصحابه بالكوفة وكاتمهم أمره كراهة أن يظهروا شيئا من أمره فإنه رأى ذات يوم أصحابا من تيم الرباب وكان على قتل منهم يوم النهر عشرة فذكروا قتلاهم ولقى من يومه ذلك امرأة من تيم الرباب يقال لها قطام ابنة الشجنة وقد قتل أباها وأخاها يوم النهر وكانت فائقة الجمال فلما رآها التبست بعقله ونسى حاجته التي جاء لها ثم خطبها فقالت لا أتزوجك حتى تشفى لي قال وما يشفيك قالت ثلاثة آلاف وعبد وقينة وقتل علي بن أبي طالب قال هو مهر لك فأما قتل على فلا أراك ذكرته لي وأنت تريديني قالت بلى التمس غرته فإن أصبت شفيت نفسك ونفسي ويهنئك العيش معي وإن قتلت فما عند الله خير من الدنيا
(١١٠)