لو كان علم الغيب عند أخيكم * لتوطأت لكم به الأحبار ولكان أمرا بينا فيما مضى * تأتى به الانباء والاخبار إني لأرجو أن يكذب وحيكم * طعن يشق عصاكم وحصار ويجيئكم قوم كأن سيوفهم * بأكفهم تحت العجاجة نار لا ينثنون إذا هم لاقوكم * إلا وهام كماتكم أعشار (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة بعث المختار جيشا إلى المدينة للمكر بابن الزبير وهو مظهر له أنه وجههم معونة له لحرب الجيش الذي كان عبد الملك بن مروان وجهه إليه لحربه فنزلوا وادى القرى ذكر الخبر عن السبب الداعي كان للمختار إلى توجيه ذلك الجيش وإلى ما صار أمرهم (قال هشام بن محمد) قال أبو مخنف حدثني موسى بن عامر قال لما أخرج المختار ابن مطيع من الكوفة لحق بالبصرة وكره أن يقدم على ابن الزبير بمكة وهو مهزوم مفلول فكان بالبصرة مقيما حتى قدم عليه عمر بن عبد الرحمن بن هشام فصارا جميعا بالبصرة وكان سبب قدوم عمر البصرة أن المختار حين ظهر بالكوفة واستجمع له الامر وهو عند الشيعة إنما يدعو إلى ابن الحنفية والطلب بدماء أهل البيت أخذ يخادع ابن الزبير ويكتب إليه فكتب إليه أما بعد فقد عرفت مناصحتي إياك وجهدي على أهلي عداوتك وما كنت أعطيتني إذا أنا فعلت ذلك من نفسك فلما وفيت لك وقضيت الذي كان لك على خست بي ولم تف بما عاهدتني عليه ورأيت منى ما قد رأيت فإن ترد مراجعتي أراجعك وإن ترد مناصحتي أنصح لك وهو يريد بذلك كفه عنه حتى يستجمع له الامر وهو لا يطلع الشيعة على شئ من هذا الامر وإذا بلغهم شئ منه أراهم أنه أبعد الناس عن ذلك قال فأراد ابن الزبير أن يعلم أسلم هو أم حرب فدعا عمر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام المخزومي فقال له تجهز إلى الكوفة فقد وليناكها فقال كيف وبها المختار قال إنه يزعم إنه سامع مطيع قال فتجهز بما بين الثلاثين الألف درهم إلى
(٥٤٠)