فأمر به ابن الزبير فحفر فوجدوا قلاعا أمثال الإبل فحركوا منها صخرة فبرقت بارقة فقال أقروها على أساسها فبناها ابن الزبير وجعل لها بابين يدخل من أحدهما ويخرج من الآخر (قال أبو جعفر) وحج بالناس في هذه السنة عبد الله بن الزبير وكان على المدينة أخوه مصعب بن الزبير وعلى الكوفة في آخر السنة عبد الله بن مطيع وعلى البصرة الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وهو الذي يقال له القباع وعلى قضائها هشام بن هبيرة وعلى خراسان عبد الله بن خازم (وفى هذه السنة) خالف من كان بخراسان من بنى تميم عبد الله بن خازم حتى وقعت بينهم حروب (ذكر الخبر عن سبب ذلك) وكان السبب في ذلك فيما ذكر أن من كان بخراسان من بنى تميم أعانوا عبد الله ابن خازم على من كان بها من ربيعة وعلى حرب أوس بن ثعلبة حتى قتل من قتل منهم وظفر به وصفا له خراسان فلما صفا له ولم ينازعه به أحد جفاهم وكان قد ضم هراة إلى ابنه محمد واستعمله عليها وجعل بكير بن وشاح على شرطته وضم إليه شماس بن دثار العطاردي وكانت أم ابنه محمد امرأة من تميم تدعى صفية فلما جفا ابن خازم بنى تميم أتوا ابنه محمدا بهراة فكتب ابن حازم إلى بكير وشماس يأمرهما بمنع بنى تميم من دخول هراة فأما شماس بن دثار فأبى ذلك وخرج من هراة فصار من بنى تميم وأما بكير فمنعهم من الدخول * فذكر علي بن محمد أن زهير بن الهنيد حدثه عن أشياخ من قومه أن بكير بن وشاح لما منع بنى تميم من دخول هراة أقاموا ببلاد هراة وخرج إليهم شماس بن دثار فأرسل بكير إلى شماس إني أعطيك ثلاثين ألفا وأعطى كل رجل من بنى تميم ألفا على أن ينصرفوا فأبوا فدخلوا المدينة وقتلوا محمد بن عبد الله بن خازم قال على فأخبرنا الحسن بن رشيد عن محمد بن عزيز الكندي قال خرج محمد بن عبد الله بن خازم يتصيد بهراة وقد منع بنى تميم من دخولها فرصدوه فأخذوه فشدوه وثاقا وشربوا ليلتهم وجعل كلما أراد رجل منهم البول بال عليه فقال لهم شماس بن دثار أما إذ بلغتم هذا منه فاقتلوه بصاحبيكما اللذين قتلهما بالسياط قال وقد كان أخذ قبيل ذلك رجلين من بنى تميم فضربهما
(٤٨٤)