عمال أبيه وبويع له بدمشق هلك بها بعد أربعين يوما من ولايته ويكنى أبا عبد الرحمن وهو أبو ليلى وأمه أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة وتوفى وهو ابن ثلاث عشرة سنة وثمانية عشر يوما (وفى هذه السنة) بايع أهل البصرة عبيد الله ابن زياد على أن يقوم لهم بأمرهم حتى يصطلح الناس على إمام يرتضونه لأنفسهم ثم أرسل عبيد الله رسولا إلى الكوفة يدعوهم إلى مثل الذي فعل من ذلك أهل البصرة فأبوا عليه وحصبوا الوالي الذي كان عليهم ثم خالفه أهل البصرة أيضا فهاجت بالبصرة فتنة ولحق عبيد الله بن زياد بالشام ذكر الخبر عما كان من أمر عبيد الله بن زياد وأمر أهل البصرة معه بها بعد موت يزيد * وحدثني عمر بن شبة قال حدثني موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن قال كتب الضحاك بن قيس إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد بن معاوية سلام عليك أما بعد فإن يزيد بن معاوية قد مات وأنتم إخواننا فلا تسبقونا بشئ حتى نختار لأنفسنا * حدثني عمر قال حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا وهب بن حماد قال حدثنا محمد بن أبي عيينة قال حدثني شهرك قال شهدت عبيد الله بن زياد حين مات يزيد بن معاوية قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أهل البصرة انسبوني فوالله لتجدني أهاجر والدي ومولدي فيكم وداري ولقد وليتكم وما أحصى ديوان مقاتلتكم إلا سبعين ألف مقاتل ولقد أحصى اليوم ديوان مقاتلتكم ثمانين ألفا وما أحصى ديوان عمالكم إلا تسعين ألفا ولقد أحصى اليوم مائة وأربعين ألفا وما تركت لكم ذا ظنة أخافه عليكم إلا وهو في سجنكم هذا وإن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية قد توفى وقد اختلف أهل الشأم وأنتم اليوم أكثر الناس عددا وأعرضه فناء وأغناه عن الناس وأوسعه بلادا فاختاروا لأنفسكم رجلا ترضونه لدينكم وجماعتكم فأنا أول راض من رضيتموه وتابع فإن اجتمع أهل الشام على رجل ترتضونه دخلتم فيما دخل فيه المسلمون وإن كرهتم ذلك كنتم على جديلتكم حتى تعطوا حاجتكم فما بكم إلى
(٣٨٧)