لئن أخذتنا بما كان بينك وبينه لبطن الأرض خير لنا من ظهرها فرق لهم عبد الملك رقة شديدة وقال إن أباكم حيرني بين أن يقتلني أو أقتله فاخترت قتله على قتلى وأما أنتم فما أرغبني فيكم وأوصلني لقرابتكم وأرعاني لحقكم فأحسن جائزتهم ووصلهم وقربهم * وذكر أن خالد بن يزيد بن معاوية قال لعبد الملك ذات يوم عجب منك ومن عمرو بن سعيد كيف أصبت غرته فقتلته فقال عبد الملك دانيته منى ليسكن روعه * فأصول صولة حازم مستمكن غضبا ومحمية لديني إنه * ليس المسئ سبيله كالمحسن قال عوانة لقى رجل سعيد بن عمرو بن سعيد بمكة فقال له ورب هذه البنية ما كان في القوم مثل أبيك ولكنه نازع القوم ما في أيديهم فعطب * وكان الواقدي يقول إنما كان في سنة 69 بين عبد الملك بن مروان وعمرو بن سعيد الحصار وذلك أن عمرو ابن سعيد تحصن بدمشق فرجع عبد الملك إليه من بطنان حبيب فحاصره فيها وأما قتله إياه فإنه كان في سنة 70 (وفى هذه السنة) حكم محكم من الخوارج بالخيف من منى فقتل عند الجمرة ذكر محمد بن عمر أن يحيى بن سعيد بن دينار حدثه عن أبيه قال رأيته عند الجمرة سل سيفه وكانوا جماعة فأمسك الله بأيديهم وبدر هو من بينهم فحكم فمال الناس عليه فقتلوه * وأقام الحج للناس في هذه السنة عبد الله بن الزبير وكان عامله فيها على المصرين الكوفة والبصرة أخوه مصعب ابن الزبير وكان على قضاء الكوفة شريح وعلى قضاء البصرة هشام بن هبيرة وعلى خراسان عبد الله بن خازم (تم الجزء الرابع، ويليه الجزء الخامس وأوله " سنة سبعين ") استدراك وقع بهذا الجزء في رؤوس صفحات 4 و 6 و 8 و 10 و 12 و 14 و 16 لفظ " الجزء الثالث " والصواب " الجزء الرابع "
(٦٠٣)