فأتته بنو ضبة فقالوا إن صاحبنا جنى ما جنى على نفسه وقد بلغ الأمير في عقوبته ونحن لا نأمن أن يبلغ خبره أمير المؤمنين فيأتي من قبله عقوبة تخص أو تعم فان رأى الأمير أن يكتب لنا كتابا يخرج به أحدنا إلى أمير المؤمنين يخبره أنه قطعه على شبهة وأمر لم يضح فكتب لهم بعد ذلك إلى معاوية فأمسكوا الكتاب حتى بلغ رأس السنة وقال أبو الحسن لم يزد على ستة أشهر فوجه إلى معاوية ووافاه الضبيون فقالوا يا أمير المؤمنين إنه قطع صاحبنا ظلما وهذا كتابه إليك وقرأ الكتاب فقال أما القود من عمالي فلا يصح ولا سبيل إليه ولكن إن شئتم وديت صاحبكم قالوا فده فوداه من بيت المال وعزل عبد الله وقال لهم اختاروا من تحبون أن أولى بلدكم قالوا يتخير لنا أمير المؤمنين وقد علم رأى أهل البصرة في ابن عامر فقال هل لكم في ابن عامر فهو من قد عرفتم في شرفه وعفافه وطهارته قالوا أمير المؤمنين أعلم فجعل يردد ذلك عليهم ليسبرهم ثم قال قد وليت عليكم ابن أخي عبيد الله بن زياد قال عمر حدثني علي بن محمد قال عزل معاوية عبد الله بن عمرو وولى عبيد الله بن زياد البصرة في سنة 55 وولى عبيد الله أسلم بن زرعة خراسان فلم يغز ولم يفتح بها شيئا وولى شرطه عبد الله بن حصن والقضاء زرارة بن أوفى ثم عزله وولى القضاة ابن أذينة العبدي (وفى هذه السنة) عزل معاوية عبد الله ابن خالد بن أسيد عن الكوفة وولاها الضحاك بن قيس الفهري (وحج) بالناس في هذه السنة مروان بن الحكم حدثني بذلك أحمد بن ثابت عمن حدثه عن إسحاق ابن عيسى عن أبي معشر ثم دخلت سنة ست وخمسين ذكر ما كان فيها من الاحداث (ففيها) كان مشتى جنادة بن أبي أمية بأرض الروم وقيل عبد الرحمن بن مسعود وقيل غزا فيها في البحر يزيد بن شجرة الرهاوي وفى البر عياض بن الحارث (وحج) بالناس فيما حدثني أحمد بن ثابت عمن حدثه عن إسحاق بن عيسى عن
(٢٢٣)