في كل يوم فيقاتلهم في سوق الكوفة من وجه واحد ولا يقدر عليه حتى قتل المختار فلما قتل المختار بعث من في القصر يطلب الأمان فأبى مصعب حتى نزلوا على حكمه فلما نزلوا على حكمه قتل من العرب سبعمائة أو نحو ذلك وسائرهم من العجم قال فلما خرجوا أراد مصعب أن يقتل العجم ويترك العرب فكلمه من معه فقالوا أي دين هذا وكيف ترجو النصر وأنت تقتل العجم وتترك العرب ودينهم واحد فقدمهم فضرب أعناقهم (قال أبو جعفر) وحدثني عمر بن شبة قال حدثنا علي بن محمد قال لما قتل المختار شاور مصعب أصحابه في المحصورين الذين نزلوا على حكمه فقال عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ومحمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن قيس وأشباههم ممن وترهم المختار اقتلهم وضجت ضبة وقالوا دم منذر بن حسان فقال عبيد الله ابن الحر أيها الأمير ادفع كل رجل في يديك إلى عشيرته تمن عليهم بهم فإنهم إن كانوا قتلونا فقد قتلناهم ولا غنى بنا عنهم في ثغورنا وادفع عبيدنا الذين في يديك إلى مواليهم فإنهم لأيتامنا وأراملنا وضعفائنا يردونهم إلى أعمالهم واقتل هؤلاء الموالى فإنهم قد بدا كفرهم وعظم كبرهم وقل شكرهم فضحك مصعب وقال للأحنف ما ترى يا أبا بحر قال قد أرادني زياد فعصيته يعرض بهم فأمر مصعب بالقوم جميعا فقتلوا وكانوا ستة آلاف فقال عقبة الأسدي قتلتم ستة الآلاف صبرا * مع العهد الموثق مكتفينا جعلتم ذمة الحبطي جسرا * ذلولا ظهره للواطئينا وما كاتوا غداة دعوا فغروا * بعهدهم بأول خائنينا وكنت أمرتهم لو طاوعوني * بضرب في الأزقة مصلتينا وقتل المختار فيما قيل وهو ابن سبع وستين سنة لأربع عشرة خلت من شهر رمضان في سنة 67 فلما فرغ مصعب من أمر المختار وأصحابه وصار إليه إبراهيم ابن الأشتر وجه المهلب بن أبي صفرة على الموصل والجزيرة وآذربيجان وأرمينية وأقام بالكوفة (وفى هذه السنة) عزل عبد الله بن الزبير أخاه مصعب بن الزبير عن البصرة وبعث بابنه حمزة بن عبد الله إليها فاختلف في سبب عزله إياه عنها
(٥٧٧)