وأن يحفظني فيكن ثم انصرف فمر بقومه فجعل القوم يدعون الله له بالعافية فقال إنه لمما يعدل عندي خطر ما أنا فيه هلاك قومي يقول حيث لا ينصرونني وكان رجا أن يخلصوه. قال أبو مخنف فحدثني النضر بن صالح العبسي عن عبيد الله بن الحر الجعفي قال والله إني لواقف عند باب السرى بن أبي وقاص حين مروا بحجر وأصحابه قال فقلت ألا عشرة رهط أستنقذ بهم هؤلاء إلا خمسة قال فجعل يتلهف قال فلم يجبني أحد من الناس قال فمضوا بهم حتى انتهوا بهم إلى الغريين فلحقهم شريح بن هانئ معه كتاب فقال لكثير بلغ كتابي هذا إلى أمير المؤمنين قال ما فيه قال لا تسألني فيه حاجتي فأبى كثير وقال ما أحب أن آتي أمير المؤمنين بكتاب لا أدرى ما فيه وعسى أن لا يوافقه فأتى به وائل به حجر فقبله منه ثم مضوا بهم حتى انتهوا بهم إلى مرج عذراء وبينها وبين دمشق اثنا عشر ميلا تسمية الذين بعث بهم إلى معاوية حجر بن عدي بن جبلة الكندي والأرقم بن عبد الله الكندي من بنى الأرقم وشريك بن شداد الحضرمي وصيفي بن فسيل وقبيصة بن ضبيعة بن حرملة العبسي وكريم بن عفيف الخثعمي من بنى عامر بن شهران ثم من قحافة وعاصم بن عوف البجلي وورقاء بن سمى البجلي وكدام بن حيان وعبد الرحمن بن حسان العنزيان من بنى هميم ومحرز بن شهاب التميمي من بنى منقر وعبد الله بن حوية السعدي من بنى تميم فمضوا بهم حتى نزلوا مرج عذراء فحبسوا بها ثم إن زيادا أتبعهم برجلين آخرين مع عامر بن الأسود العجلي بعتبة بن الأخنس من بنى سعد بن بكر بن هوازن وسعد بن نمران الهمداني ثم الناعطي فتموا أربعة عشر رجلا فبعث معاوية إلى وائل بن حجر وكثير بن شهاب فأدخلهما وفض كتابهما فقرأه على أهل الشام فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله معاوية أمير المؤمنين من زياد بن أبي سفيان أما بعد فان الله قد أحسن عند أمير المؤمنين البلاء فكاد له عدوه وكفاه مؤنة من بغى عليه ان طواغيت من هذه الترابية السبائية رأسهم حجر بن عدي خالفوا أمير المؤمنين وفارقوا جماعة المسلمين ونصبوا لنا الحرب فأظهرنا الله عليهم وأمكننا منهم
(٢٠٢)