فلما رآهم أهل الشأم هابوهم وكرهوا قتالهم ومسلم شديد الوجع فبينما الناس في قتالهم إذ سمعوا التكبير من خلفهم في جوف المدينة وأقحم عليهم بنو حارثة أهل الشأم وهم على الجد فانهزم الناس فكان من أصيب في الخندق أكثر ممن قتل من الناس فدخلوا المدينة وهزم الناس وعبد الله بن حنظلة مستند إلى أحد بنيه يغط نوما فنبهه ابنه فلما فتح عينيه فرأى ما صنع الناس أمر أكبر بنيه فتقدم حتى قتل فدخل مسلم بن عقبة المدينة فدعا الناس للبيعة على أنهم خول ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما ساء ثم دخلت سنة أربع وستين ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث (قال أبو جعفر) فمن ذلك مسير أهل الشأم إلى مكة لحرب عبد الله بن الزبير ومن كان على مثل رأيه في الامتناع على يزيد بن معاوية ولما فرغ مسلم بن عقبة من قتال أهل المدينة وإنهاب جنده أموالهم ثلاثا شخص بمن معه من الجند متوجها إلى مكة كالذي ذكر هشام بن محمد عن أبي مخنف قال حدثني عبد الملك بن نوفل أن مسلما خرج بالناس إلى مكة يريد ابن الزبير وخلف على المدينة روح بن زنباع الجذامي * وأما الواقدي فإنه قال خلف عليها عمرو بن محرز الأشجعي قال ويقال خلف عليها روح بن زنباع الجذامي ذكر موت مسلم بن عقبة ورمى الكعبة وإحراقها (رجع الحديث إلى أبى مخنف) قال حتى إذا انتهى إلى المشلل ويقال إلى قفا المشلل نزل به الموت وذلك في آخر المحرم من سنة 64 فدعا حصين بن نمير السكوني فقال له يا ابن برذعة الحمار أما والله لو كان هذا الامر إلى ما وليتك هذا الجند ولكن أمير المؤمنين ولاك بعدي وليس لأمر أمير المؤمنين مرد خذ عنى أربعا أسرع السير وعجل الوقاع وعم الاخبار ولا تمكن قرشيا من أذنك ثم إنه مات فدفن بقفا المشلل (قال هشام) بن محمد الكلبي وذكر عوانة أن مسلم
(٣٨١)