فلا هنات آل الزبير معيشة * وذاقوا لباس الذل والخوف والحرب كأنهم إذ أبرزوها وقطعت * بأسيافهم فازوا بمملكة العرب ألم تعجب الأقوام من قتل حرة * من المحصنات الدين محمودة الأدب من الغافلات المؤمنات بريئة * من الذم والبهتان والشك والكذب علينا كتاب القتل والبأس واجب * وهن العفاف في الحجال وفى الحجب على دين أجداد لها وأبوة * كرام مضت لم تخز أهلا ولم ترب من الخفرات لا خروج بذية * ملايمة تبغى على جارها الجنب ولا الجار ذي القربى ولم تدر ما الخنا * ولم تزدلف يوما بسوء ولم تحب عجبت لها إذ كفنت وهى حية * ألا إن هذا الخطب من أعجب العجب * حدثت عن علي بن حرب الموصلي قال حدثني إبراهيم بن سليمان الحنفي بن أخي أبى الأحوص قال حدثنا محمد بن أبان عن علقمة بن مرثد عن سويد بن غفلة قال نينا أبا أسير بظهر النجف إذ لحقني رجل فطعنني بمخصره من خلفي فالتفت إليه فقال ما قولك في الشيخ قلت أي الشيوخ قال علي بن أبي طالب قلت انى أشهد انى أحبه بسمعي وبصرى وقلبي ولساني قال وأنا أشهدك انى أبغضه بسمعي وبصرى وقلبي ولساني فسرنا حتى دخلنا الكوفة فافترقنا فمكث بعد ذلك سنين أو قال زمانا قال ثم انى لفى المسجد الأعظم إذ دخل رجل معتم يتصفح وجوه الخلق فلم يزل ينظر فلم ير لحى أحمق من لحى همدان فجلس إليهم فتحولت فجلست معهم فقالوا من أين أقبلت قال من عند أهل بيت نبيكم قالوا فماذا جئتنا به قال ليس هذا موضع ذلك فوعدهم من الغد موعدا فغدا وغدوت فإذا قد أخرج كتابا معه في أسفله طابع من رصاص فدفعه إلى غلام فقال له يا غلام أقرأه وكان أميا لا يكتب فقال الغلام بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب للمختار بن أبي عبيد كتبه له وصى آل محمد أما بعد فكذا وكذا فاستفرغ القوم البكاء فقال يا غلام ارفع كتابك حتى يفيق القوم قلت معاشر همدان أنا أشهد بالله لقد أدركني هذا بظهر النجف فقصصت عليهم قصته فقالوا أبيت والله إلا تثبيطا عن آل محمد وتزيينا لنعثل شقاق المصاحف قال قلت
(٥٧٥)