مضت على علماء الشيعة سنون متطاولة وأجيال متعاقبة ولم يكن من الهين على أحد منهم أن يعدو نظريات شيخ الطائفة في الفتاوى، وكانوا يعدون أحاديثه أصلا مسلما ويكتفون بها، ويعدون التأليف في قبالها وإصدار الفتوى مع وجودها تجاسرا على الشيخ وإهانة له، واستمرت الحال على ذلك حتى عصر الشيخ ابن إدريس فكان - أعلى الله مقامه - يسميهم بالمقلدة، وهو أول من خالف بعض آراء الشيخ وفتاواه وفتح باب الرد على نظرياته، ومع ذلك فقد بقوا على تلك الحال حتى أن المحقق وابن أخته العلامة الحلي ومن عاصرهما بقوا لا يعدون رأي شيخ الطائفة. انتهى.
تحقيق الكتاب من بدو الشروع في تحقيق الكتاب بذلنا ميسور الجهد في تحصيل نسخ نعتمد عليها في التحقيق والمقابلة، وما نلنا بالاقتناء منها:
1 - نسخة نفيسة من أول كتاب الطهارة إلى آخر كتاب البيع لخزانة كتب سماحة آية الله السيد شهاب الدين النجفي المرعشي - دام ظله -.
2 - نسختان من أول كتاب الطهارة إلى آخر كتاب الجهاد لخزانة كتب الحبر العلم العالم الورع السيد مهدي الحسيني اللاجوردي - دامت بركاته -.
3 - نسخة نفيسة كاملة بخط حسين بن محمد جعفر الخونساري تاريخها سنة ثلاثين ومائتين بعد الألف لخزانة كتب العالم المفضال الشيخ محمد القوانيني البروجردي - وبعد انطباع هذا الجزء قد تشرفنا بنسخة ثمينة جدا بخط محمد حسن بن عبد الله تاريخها سنة 1267 لخزانة كتب العلامة الأستاذ السيد محمد علي القاضي الطباطبائي وحين الفحص عن النسخ راجعنا إلى الأديب البحاثة الميرزا أحمد المنزوي ابن العلامة الكبير سماحة آية الله الشيخ آغا بزرك الطهراني، ومن علينا بالتطلع عن بعض كراديس الذريعة لم يطبع، وهدانا ذلك إلى نسخ خطية نفيسة مصححة جدا منها نسخة مصححة تاريخها سنة (659) في المكتبة الرضوية يستفاد منها المرجو من القراء الكرام أن يتفضلوا علينا بالأخبار بما عندهم من الاطلاع على النسخ المصححة من الكتاب، ولسعيهم شكر متواصل.