ومحمد بن علي الباقر وعلي بن الحسين زين العابدين عليهم السلام، بل يروي هذه المذاهب عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام انتهى.
وفي القرن الرابع قيض الله بطل النهضة العلمية، بطل التحقيق والتنقيب، المثل الأعلى من كل فضيلة، علم العلم الخفاق، منار الهدى، شيخنا وشيخ الكل في الكل، علامة الآفاق، شيخ الطايفة - عليه الرحمة - وقد خصه الله بعناية فائقة ومازه بصفات بارزة، وجعل في علمه وقلمه للناس نتاجا من أفضل النتاج، ولقد أجهد نفسه في تشييد مباني الشريعة، وكرس حياته طوال عمره لخدمة الدين والمذهب.
وارغاما للمفتري الكذب وإقماعا لما انتهجوا وابتهجوا به من نسيج الباطل ألف كتابه المبسوط وقال: في علة تأليفه: أما بعد فإني لا أزال أسمع معاشر مخالفينا من المتفقهة و المنتسبين إلى علم الفروع يستحقرون فقه أصحابنا الإمامية ويستنزرونه وينسبونهم إلى قلة الفروع وقلة المسائل ويقولون: إنهم أهل حشو ومناقضة.
إلى أن قال: وكنت على قديم الوقف وحديثة منشوق النفس إلى عمل كتاب يشتمل على ذلك تتوق نفسي إليه فيقطعني عن ذلك القواطع وتشغلني الشواغل وتضعف نيتي أيضا فيه قلة رغبة هذه الطائفة فيه. إلى أن قال: وهذا الكتاب إذا سهل الله تعالى إتمامه يكون كتابا لا نظير له لا في كتب أصحابنا ولا في كتب المخالفين لأني إلى الآن ما عرفت لأحد من الفقهاء كتابا واحدا يشتمل على الأصول والفروع مستوفا مذهبنا بل كتبهم وإن كانت كثيرة فليس تشتمل عليها كتاب واحد.
والمبسوط موسوعة علمية كبرى حافلة بالتحليل الدقيق والتحقيقات الثمينة في فقه الإمامية، ويصلح هذا السفر القيم أن يكون مقصدا لأرباب الأفكار السامية وأعلام الفقهاء فيستطيع كل واحد أن يجد ضالته المنشودة ويستفيد من ثمرته الشهية ويلقى الباحث فيه أمنيته على نحو ما يجد المسافر الظامئ في البحر ما ينتفع غلته وللبحاثة الكبير الإمام آية الله الشيخ آغا بزرك الطهراني - دام ظله - كلام في مقدمته على التبيان يعجبنا ذكره قال - مد ظله -: