كلمة المصحح لا زال الحق في ضيق مما يمكر أهل الباطل، ولكن الحق أبى إلا أن يعلو والطائفة المحقة الناجية وهم الشيعة الإمامية من الصدر الأول للإسلام إلى اليوم رغما لما رأوا من ضيق أهل الباطل كافحوا بلا ملل ولا كلل عن حريم الحق ومباديه، والذب عن المذهب ونصرة أهل البيت عليهم السلام، وكم كالئوا لنواميس عقائدهم ودافعوا عن شرف النحلة وكيان الملة، واهتدى بفضل جهودهم الكثيرون ممن ضلوا الطريق وأضلوا.
ولا يخفى أن مخالفيهم ومعانديهم لم يتركوا في قوس إفكهم منزعا لم يرم به الشيعة، ولا يستحيوا عن نسبة أية فرية شائنة وآراء مختلفة والمخازي والطامات والقذائف حتى القذف بالكفر والشرك والجهل.
قال أبو الحسين عبد الرحيم المعتزلي في الانتصار: الرفضة تعتقد أن ربها ذو هيئة وصورة ويتحرك ويسكن ويزول وينتقل، وأنه كان غير عالم فعلم، وقال أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي المتوفى 429 في الفرق بين الفرق ص 309: إنه لم يكن في الروافض قط إمام في الفقه، ولا إمام في رواية الحديث، ولا إمام في اللغة والنحو، الخ. فإن شئت كثير الاطلاع لهذه القذائف فانظر الغدير ج 3.
ولكن الله كتب العزة لنفسه ولرسوله وللمؤمنين به وبرسوله وبأهل بيته ولا معقب لحكمه فلا مثول للباطل قبال الحق ولا كيان للزبرجة يقاوم الواقع، وشتان بين علال أسس على أساس رصينة، وما على على شفا جرف هار، والمصنف المستشف لنفس الأمر يجد نصب عينه أن للحق دولة وللباطل جولة.