ذلك ليس هذا طلب الدنيا، هذا طلب الآخرة) وفي الحديث (1) (من طلب الدنيا استعفافا عن الناس وسعيا على أهله وتعطفا على جاره لقي الله عز وجل يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر) ومنها أن يقتصد في طلبه ويجمل فيه وذلك بالاقتصار على أدنى المعيشة وترك الاجتهاد البليغ، ففي الخبر (2) (ليكن طلبك المعيشة فوق (كسب المضيع ودون) كسب الحريص الراضي بدنياه المطمئن إليها، ولكن أنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المتعفف ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف وتكسب ما لا بد للمؤمن منه) ومنها أن لا يعتمد على سعيه وكده وفطنته وفي الخبر (3) (كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن موسى عليه السلام ذهب يقتبس نارا فانصرف وهو نبي مرسل) وفي الحديث (4) (لن يزداد امرؤ بحذقه فقيرا ولن ينقص أمرؤ فقيرا بحمقه والعالم بهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعته، والعالم بهذا التارك له أعظم الناس شغلا في مضرته، وفيه أن الله وسع أرزاق الحمقاء لتعتبر العقلاء ويعلموا أن الدنيا لا ينال ما فيها بعمل ولا حيلة).
ومنها (أن يتفقه فيما يتولاه) من أفراد الاكتساب أولا، ففي الخبر (5) (الفقه ثم المتجر والله للربا في هذه الأمة دبيب أخفى من دبيب النملة على الصفاء التاجر فاجر والفاجر في النار إلا من أخذ