النسخ من إبدال الرقيق بالدقيق كذلك والأمر سهل.
وكيف كان فلا خلاف أجده في شئ من ذلك والنصوص به مستفيضة، منها خبر إسحاق بن عمار (1) (قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فخبرته أنه ولد لي غلام، قال: ألا سميته محمدا؟ قلت:
قد فعلت، قال، فلا تضرب محمدا ولا تشتمه، جعله الله قرة عين لك في حياتك، وخلف صدق بعدك، قلت: جعلت فداك في أي الأعمال أضعه، قال: إذا عزلته عن خمسة أشياء، فضعه حيث شئت لا تسلمه صيرفيا فإن الصيرفي لا يسلم من الربا، ولا تسلمه بياع أكفان فإن صاحب الأكفان يسره الوباء إذا كان، ولا تسلمه بياع طعام فإنه لا يسلم من الاحتكار، ولا تسلمه جزارا فإن الجزار تسلب منه الرحمة، ولا تسلمه نخاسا فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: شر الناس من باع الناس) وغيره من النصوص (2) وقد عدت معها الصائغ أيضا معللة له بأنه يعالج زين أمتي بالزاء المعجمة ما يتزينون به مما يلههم عن الآخرة أو بالراء المهملة أي ما يختم به على قلوبهم من الرين بمعنى الختم، قال الله تعالى (3) (بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) وربما روى عين أمتي أي دراهمهم أو دنانيرهم.
ثم إن ظاهر الأصحاب أن ما ورد من تعليلها بذلك جار مجر الحكم والمقتضيات، فلا ترفع الكراهة مع فرض عدمه لكن في خبر سدير الصيرفي (4) (قلت: لأبي جعفر عليه السلام حديث بلغني عن