والمفروض أنه كان مشتغلا بتأليف الكافي في مدة عشرين سنة كما يقول النجاشي وكذلك فقد دخل بغداد معاصره أحد رجال الشيعة بقم، علي بن بابويه القمي والد الشيخ الصدوق، وصاحب التآليف الكثيرة واتصل بوكيل الناحية المقدسة (21)، كما أن الشيخ الصدوق، نفسه ورد بغداد عام 355 ه (22) نعم.. لقد بدأ حديث أهل البيت عليهم السلام وروايات الشيعة، تنشر وتتركز أولا في مركزين رئيسيين هما مدينة (قم) و (الكوفة)، ثم صارت بغداد ملتقى هذين الطريقين للحديث إذ المحدثون كانوا يترددون من قم والكوفة وغيرهما، إلى بغداد، ويحملون معهم الأحاديث فيروونها بها، وأحيانا كانوا يقيمون هناك.
كما وظهرت وجمعت كتب الشيعة أيضا من البلاد القريبة أو البعيدة في بغداد بنفس النسبة التي اجتمع فيها علماؤهم. فإن محمد بن مسعود العياشي مثلا أحد أقطاب الشيعة في سمرقند، قد كانت له مؤلفات عديدة أتى ببعضها إلى بغداد لأول مرة أبو الحسن القزويني القاضي في عام 356 ه (23) وفي النهاية ازدهرت المكتبات الشيعية ببغداد، ومن جملتها مكتبة أبي نصر شابور بن أردشير (24) وزير بهاء الدولة البويهي ابن عضد الدولة، التي تأسست سنة 381 في محلة " بين السورين " (25) إحدى محلات " الكرخ " في