فسمع منه البغداديون مات سنة ست (1) وسبعين ومائة [وقد قيل سنة اثنتين وسبعين ومائة] وكان من عباد أهل البصرة وقرابهم، وهو الذي يقال له (صالح) الناجي، وكان من أحزن أهل البصرة صوتا وأرقهم قراءة (2) علب عليه الخير والصلاح حتى غفل عن الاتقان في الحفظ، فكان يروى الشئ الذي سمعه من ثابت والحسن وهؤلاء على التوهم فيجعله عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الاثبات واستحق الترك عند الاحتجاج وإن كان في الدين مائلا عن طريق الاعوجاج كان يحيى بن معين شديد الحمل عليه، وهو الذي يروى عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ادعوا الله عز وجل وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله عز وجل لا يستجيب [دعاء] من قلب لاه (3) ".
حدثناه أبو يزيد خالد بن النضر بن عمرو القرشي بالبصرة ثنا عبد الواحد بن غياث عن صالح المري عن هشام.
وروى عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتنازع في القدر فغضب حتى احمر وجهه كأنما فقئ على وجهه حب الرمان ثم أقبل علينا فقال: أبهذا أمرتم أبهذا أرسلت [إليكم] إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الامر عزمت عليكم أن لا تنازعوا فيه.
حدثناه أبو يعلى ثنا أبو إبراهيم الترجماني ثنا صالح المري عن هشام بن حسان، وروى صالح المري عن الحسن عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن ربه (جل وعلا) قال: أربع خصال واحدة منهم لي وواحدة (لك وواحدة فيما بيني وبينك