وأما أنت فمضيت على طريقه صالحا فلم تزل عليها حتى تلقاني، وأما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات وأنا في أعلاه فالدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألقا، وأما الذي رأيت عن يميني الآدم اللحم فذلك موسى بن عمران إن تكلم يعلو الرجال لفضل كلام الله إياه والذي رأيت عن يساري الربع الكبير خيلان الوجه كأنما جمم شعره بالماء فذلك عيسى ابن مريم يكرمونه لاكرام الله إياه، وأما الشيخ الذي رأيت أشبه الناس خلقا وخلقا ووجها فذلك أبونا إبراهيم كلنا يؤمه ويقتدى به، وأما الناقة التي رأيتني تبعتها فهي الساعة تقوم علينا لا محالة لا نبي بعدي ولا أمة بعد أمتي قال فما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رؤيا بعدها إلا أن يجئ رجل فيحدثه بها متبرعا.
ثناه أبو بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح الحراني بقربة سرغا مرطا من ديار مضر (1). حدثنا عمى أبو وهب الوليد بن عبد الملك بن مسرح قال ثنا سليمان بن عطاء.
وروى أيضا سليمان عن سلمة بن عبد الله الجهني عن عمه عن أبي الدرداء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من النعيم والأزواج فقال رجل أعرابي في أخريات القوم: يا رسول الله هل في الجنة من سماع قال: نعم يا أعرابي إن في الجنة لنهر حافتاه الأبكار من كل بيضاء حوضا نية يتغنين بأصوات [لهن] لم يسمع الخلائق بمثلها وذلك أفضل نعيم أهل الجنة والحوضانية المرهفة الاعلى الضخمة الأسفل قال: فسألت أبا الدرداء بم يتغنين قال: بالتسبيح إن شاء الله.
وروى عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه عن أبي الدرداء قال ذكرنا زيادة العمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " إن الله لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها وإنما زيادة العمر ذرية صالحة يرزقها العبد فيدعون له بعد موته فيلحقه دعاؤهم في قبره فذلك زيادة العمر ".