(أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون. قال: حدثنا على بن حجر قال: حدثنا بقية عن عتبة بن أبي حكيم قال: سمع الزهري إسحاق بن أبي فروة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: قاتلك الله يا ابن أبي فروة: ما أجرأك على الله، ألا تسند حديثك تحدثنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة) قال أبو حاتم: لم أذكر هذه الحكاية احتجاجا لبقية (1) ولكنها مشهورة للزهري من رواية غير بقية، وأما بقية فهو مدلس، فإذا بين السماع في حديثه وحفظ عنه ذلك من أتقنه، لا يكاد يوجد في حديثه ما ينكر، سنذكر قصته فيما بعد إن شاء الله. وقد روى إسحاق بن أبي فروة أحاديث منكرة منها أنه روى عن زيد بن أسلم عن عطاء ابن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يقطع الصلاة امرأة ولا كلب ولا حمار، وادرأ ما مر أمامك ما استطعت فإن أبى إلا أن تلاطمه فلاطمه فإنما تلاطم الشيطان، قلب اسناد هذا الخبر ومتنه جميعا، انما هو عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان أحدكم يصلى فلا يدعن أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان، فجعل مكان أبى سعيد أبا هريرة، وقلب متنه، وجاء بشئ ليس فيه اختراعا من عنده، فضمه إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله لا يقطع الصلاة امرأة ولا كلب ولا حمار والأخبار الصحيحة أنه النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإعادة الصلاة إذا مر بين يديه الحمار والكلب والمرأة (2)، وروى عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يعجبنكم إسلام امرئ حتى تعلموا ما عقدة عقله أخبرناه الحسن بن سفيان (3) ثنا حكيم بن سيف ثنا عبيد الله بن عمرو عن إسحاق ابن أبي فروة عن نافع.
(١٣٢)