مخاطباتنا اعتبار العموم لوقوع علم السامع بمراد القائل ضرورة ولا يجب مثله في خطاب الله تعالى لأنه لا يقع لنا العلم بمراده ضرورة فلا يجب أن يحمل ما ورد عن الله تعالى من ألفاظ العموم على عمومه حتى تقوم الدلالة على إرادته العموم وكذلك نقول في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم لمن شاهده أنه على العموم ومن بلغه ذلك لا يلزمه اعتبار العموم لأن من شاهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم مراده ضرورة لخطابه لمقارنة الأحوال الموجبة لذلك وكان يلزم السامع اعتبار العموم لهذه العلة ومن لم يشاهد لم يقع له علم الضرورة بمراده بورود لفظ العموم عليه فلا يجوز له اعتبار العموم إلا بدلالة غير اللفظ فلما بطل ذلك كان قول المحتج بمثله في نفس وجوب الأمر بمثابته وأيضا معلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تلا عليهم الآيات التي فيها الأوامر نحو قوله تعالى وقاتلوا المشركين كافة وقوله تعالى فاقتلوا المشركين وقوله انفروا خفافا وثقالا وحافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فمن شهد منكم الشهر فليصمه لم يكونوا محتاجين إلى مسألته في إن ذلك على الوجوب بل كان المتخلف عندهم عن ذلك معنفا تاركا لأوامر الله ولم يزدهم النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة الآية ولم يعقبها بالإخبار عن مراد الله تعالى في إيجابه
(٩٧)