فإن قال قائل لم يقل إن أحدث الله ذلك بقرآن ينزله ويحتمل أن يكون مراده انه ينسخه بوحي ليس بقرآن قيل له فإذن يكون ما أحدث سنة للنبي عليه السلام لأن ما نزل به وحي غير قرآن من الأحكام هي من سنن النبي عليه السلام فما معنى قوله لسن فيما أحدث الله إليه والذي أحدث الله إليه سنة لا يفتقر في وقوع النسخ بها إلى سنة أخرى وعلى أن الشافعي قد أبطل تأويل هذا القائل بقوله بعد ذلك في هذا الفصل فإن قال قائل فهل تنسخ السنة بالقرآن قيل له لو نسخت السنة بالقرآن كانت للنبي عليه السلام فيه سنة تبين أن سنته الأولى منسوخة حتى تقوم الحجة على الناس فإن الشئ ينسخ بمثله فأجاز نسخها بالقرآن إذا سن النبي عليه السلام ما يبين أن سنته الأولى منسوخة وقوله لسن فيما أحدث الله إليه حتى يبين للناس أن له سنة ناسخة للتي قبلها كلام متناقض مستحيل لأنه أخير أن الله نسخه بما أحدثه من خلاف سنة النبي عليه السلام وقوله أيضا لسن فيما أحدث الله إليه حتى يبين للناس أن له سنة ناسخة للتي قبلها فما قد نسخه الله تعالى كيف يجوز أن ينسخه النبي صلى الله عليه وسلم بعده وكيف يجوز نسخ المنسوخ ومن جهة أخرى أن ما قد نسخه الله تعالى كيف يجوز من النبي عليه السلام الإخبار عنه بأن سنته نسخته فيكون فيه الإخبار عن الشئ بخلاف ما هو عليه حاشا له
(٣٣٥)