سكوت الإمام يكون ظاهرا في كونه إقرارا على قوله وتصحيحا وإمضاء له.
وهذا كله واضح، ليس فيه موضع للخلاف.
- 3 - الخبر المتواتر إن الخبر على قسمين رئيسين (1): خبر متواتر، وخبر واحد.
و " المتواتر ": ما أفاد سكون النفس سكونا يزول معه الشك ويحصل الجزم القاطع من أجل إخبار جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب. ويقابله " خبر الواحد " في اصطلاح الأصوليين، وإن كان المخبر أكثر من واحد ولكن لم يبلغ المخبرون حد التواتر.
وقد شرحنا حقيقة التواتر في كتاب المنطق (الجزء الثالث ص 10) (2) فراجع.
والذي ينبغي ذكره هنا: أن الخبر قد يكون له وسائط كثيرة في النقل، كالأخبار التي تصلنا عن الحوادث القديمة، فإنه يجب - ليكون الخبر متواترا موجبا للعلم - أن تتحقق شروط التواتر في كل طبقة طبقة من وسائط الخبر، وإلا فلا يكون الخبر متواترا في الوسائط المتأخرة، لأن النتيجة تتبع أخس المقدمات.
والسر في ذلك واضح، لأن الخبر ذو الوسائط يتضمن في الحقيقة عدة أخبار متتابعة، إذ أن كل طبقة تخبر عن خبر الطبقة السابقة عليها، فحينما يقول جماعة: " حدثنا جماعة عن كذا " بواسطة واحدة مثلا، فإن خبر الطبقة الأولى الناقلة لنا يكون في الحقيقة خبرها ليس عن نفس الحادثة،