واضح، فما الغرض من نفي حجية الظهور بالنسبة إلى غير المقصود إفهامه؟
1 - إن كان الغرض أن الكلام لا ظهور ذاتي له بالنسبة إلى هذا الشخص، فهو أمر يكذبه الوجدان.
2 - وإن كان الغرض - كما قيل في توجيه كلامه (1) - دعوى أنه ليس للعقلاء بناء على إلغاء احتمال القرينة في الظواهر بالنسبة إلى غير المقصود بالإفهام، فهي دعوى بلا دليل، بل المعروف في بناء العقلاء عكس ذلك.
قال الشيخ الأعظم في مقام رده: إنه لا فرق في العمل بالظهور اللفظي وأصالة عدم الصارف عن الظاهر بين من قصد إفهامه ومن لم يقصد (2).
3 - وإن كان الغرض - كما قيل في توجيه كلامه أيضا (3) - أنه لما كان من الجائز عقلا أن يعتمد المتكلم الحكيم على قرينة غير معهودة ولا معروفة إلا لدى من قصد إفهامه، فهو احتمال لا ينفيه العقل، لأ أنه لا يقبح من الحكيم ولا يلزم نقض غرضه إذا نصب قرينة تخفى على غير المقصودين بالإفهام. ومثل هذه القرينة الخفية على تقدير وجودها لا يتوقع من غير المقصود بالإفهام أن يعثر عليها بعد الفحص.
فهو كلام صحيح في نفسه، إلا أنه غير مرتبط بما نحن فيه، أي لا يضر بحجية الظهور ببناء العقلاء.
وتوضيح ذلك: أن الذي يقوم حجية الظهور هو نفي احتمال القرينة ببناء العقلاء، لا نفي احتمالها بحكم العقل، ولا ملازمة بينهما، أي أنه إذا كان احتمال القرينة لا ينفيه العقل فلا يلزم منه عدم نفيه ببناء العقلاء النافع في حجية الظهور. بل الأمر أكثر من أن يقال: إنه لا ملازمة بينهما، فإن