جمة، وأصول محكمة الدلائل تحل بها مصمئلات (1) المسائل، وما هي إلا بيان الحال في المهمين: الوضع والاستعمال.
ولا بد لمن يزاول العلوم الباحثة عن الألفاظ - على تكثر فنونها، وتشعب أفنانها (2) - من معرفة هذين الأصلين، لأن جميع مباحثها يرجع إليهما، ولا تدور أوضاعها إلا عليهما.
فمن بحث عنهما بعد إتقان عرفانهما، فقد مت (3) إليها بأسبابها، ودخل خمائلها (4) من أبوابها، والمعرض عنهما كالساري في الظلام بلا مصباح، ولا غرو إذا ذهب تعبه إدراج الرياح.
وقد وضعت لبيانهما هذه الرسالة، وسميتها: (جلية الحال - أو - سمطا اللئال في معرفة الوضع والاستعمال).
ورتبتها على فصلين، ذكرت في أولهما المباحث المتعلقة بهذين الأصلين، وفي ثانيهما عدة من الحقائق الراهنة التي تعرف بمعرفتها.
وها أنا أجليها على ذوي الأفهام، وأعرضها - عرض السابري (5) - على فضلاء الأنام، وظني - وظن الألمعي (6) يقين - أن سوف ينفق في سوق العلم هذا