ولو قيل: بأن الواضع لأعلام الأجناس لاحظ جنس الأسد - مثلا - وهو عام، ثم وضع لفظ أسامة لكل فرد فرد منها بخصوصياته الشخصية، كما لو لاحظ الإنسان عنوان المولود له، وسمى كل واحد منهم محمدا، فهي أعلام، لأنها موضوعة للشخص بخصوصياته وتشخصاته، ومعارف كسائر الأعلام، ولا فرق بينها وبين سائر الأعلام إلا أن الملحوظ فيها الجنس، ولهذا سميت بأعلام الأجناس.
واعلم أن من الحروف ما لم يوضع لإيجاد ربط، ولا لإفادة معنى، بل وضعت لأغراض اخر من تزيين الكلام ونحوه، وهذا نوع آخر من التعهد يقاربه ولا يطابقه، كما يظهر للمتأمل.
وقد منع السيد الرضي (1)، وفاقا للمبرد، وقوع هذه الحروف في الكتاب العزيز، لظنهما لزوم اللغو الذي ينبغي أن ينزه عنه كلام الله سبحانه، كما بينه - رضي الله عنه - في تفسيره المسمى ب (حقائق التنزيل ودقائق التأويل) (2) (3) عند