التداخل في الأسباب أو المسببات في باب الأغسال لكان الوجه فيه ما عرفت.
وإنما يجديه لو ثبت بالدليل وجود ماهيتين في فرد واحد، إحداهما متعلقة الوجوب، والأخرى [متعلقة] الندب، وليس في باب الأغسال ما كان من هذا القبيل - فيما يحضرني الآن - إلا ما عرفت من اجتماع الجنابة وغسل الميت، فإن ظاهر الرواية اجتماع واجبين كما عرفت، وإن كان أمثال هذه الأمور مما يستدل به على اجتماع الحكمين فخير له التمسك بالنافلة المنذورة، فإن آثار كل من التكليفين بادية عليها من عدم جواز الترك وثبوت العقاب عليه، ومن بقاء آثار الاستحباب كعدم اشتراط السورة، وجواز إتيانها على الراحلة، فيكشف وجود أثر كل منهما على وجودهما.
وهذا أحد الوجوه المتصورة فيها، والكلام عليها وبيان المختار منها خارج عن المقام، وإن شئت التفصيل فعليك بما ذكرناه في مسألة نذر التطوع في وقت الفريضة من كتاب كبوات الجياد في ميدان نجاة العباد - أو - نجعة المرتاد في شرح نجاة العباد (1)، فإني - ولا أمدح نفسي - أوضحت فيه تلك المسألة المشكلة بما لم أسبق إليه.
وأما المانعون فلهم حجج قوية، راجع ما قرره الإمامان في الكتابين (2)، وغيرهما من المشايخ، فإن ثم ما ذكرناه من انضمامية التركيب ووجود الماهيتين معا في الخارج وإلا فلا مناص عن القول بالامتناع.